تجد الأمم المتحدة صعوبة في إيجاد عناصر لإرسالهم إلى جمهورية افريقيا الوسطى التي تشهد نزاعا وأعمال عنف شبه يومية واضطر أكثر من ربع سكانها إلى الهرب من منازلهم منذ 2013.
وتعمل بعثة الأمم المتحدة في إفريقيا الوسطى (مينوسكا) على الأرض منذ 2014 لمنع حدوث أعمال عنف في أقاليم تسيطر على القسم الأكبر منها المجموعات المسلحة التي تتقاتل للسيطرة على الموارد وترسيخ نفوذها.
وفي أكتوبر 2017، طلب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش تعزيزا للبعثة، مؤكّدا أنّه “يدرك الصعوبات التي تواجهها عملية لحفظ السلام محدودة الموارد”.
وفي منتصف نوفمبر، وافق مجلس الأمن على ارسال 900 عنصر إضافي لتعزيز بعثة يبلغ عددها عشرة آلاف شخص أصلا.
لكن 400 فقط من العناصر 900 الموعودين وصلوا بعد ستة أشهر، وقالت إدارة عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة أن “العساكر 900 الذين سمح القرار 2387 بإرسالهم بدأوا ينتشرون”.
وسينهي وصولهم ستة أشهر من المحادثات الكثيفة لإقناع البلدان الاعضاء في الامم المتحدة بإرسال قوات الى جمهورية افريقيا الوسطى، فقد تمّ الاتصال تباعا بكل من البرازيل وكندا وكولومبيا وكوت ديفوار والاورغواي، لكن ايا من هذه الاتصالات لم يسفر عن نتيجة.
نقاط ضعف كبرى
وأكّد تياري فيركولون الخبير في شؤون جمهورية افريقيا الوسطى في “المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية” أن “هذا لا يعني ان لا احد يريد الذهاب الى مستنقع جمهورية افريقيا الوسطى، بل يعني ان هذا المستنقع لا يفيد في شيء، هناك مستنقعات اخرى يندفعون اليها”.
وفي تقريرها الاخير الذي صدر اواخر 2017، اعلنت مجموعة الازمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) أنه “مثل كثير من مهمات الامم المتحدة، ظهر في قوة مينوسكا عدد من نقاط الضعف الكبيرة، فهي أولا صغيرة الحجم وسيئة التجهيز، وحيال تكاثر “النقاط الساخنة”، أصبحت المهمة تفوق قدرة البعثة بشكل كبير”.