صراع ديني تاريخي

أهمية مدينة القدس جعلها مسرحا لأطول النزاعات في العالم

يعتبر النزاع حول القدس أحد أطول الصراعات العالمية، حيث يتشبث بها الفلسطينيون كعاصمة لدولتهم، ويريدها الاحتلال الصهيونية عاصمة للدولة اليهودية المزعومة، فما الذي يمنح هذه المدينة المقدسة أهميتها تلك وكيف يدافع كل جانب عن أحقيته فيها؟.
أضاف قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس ديسمبر الماضي، نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، مزيدا من التوتر لهذا الملف الشائك والحساس عند الجانبين العربي والإسرائيلي.
 المدينة المتنازع عليها مقدسة عند المسلمين واليهود والمسيحيين على حد سواء، وتعد في قلب أحد أطول النزاعات بالعالم، فماذا يوجد في القدس ولم كل هذا التصارع عليها؟

أهمية القدس الدينية

توجد في القدس في بضع مئات من الأمتار بين جدران البلدة القديمة مواقع مقدسة لمليارات المؤمنين في العالم، وبالنسبة للمسلمين، القدس ذات مكانة دينية كبيرة بسبب وجود الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، فيها.
في المقابل، يعتبر اليهود حائط المبكى أو الحائط الغربي (البراق) الواقع أسفل باحة حرم المسجد الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل).
 عند المسيحيين، هناك كنيسة القيامة التي تعد من أقدس المواقع المسيحية وأكثرها أهمية في العالم. وفيها ضريح يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وبني على الموقع الذي يعتقد أنه قبر المسيح، بحسب الإنجيل.
لما دخلت العصابات الصهيونية القدس الأرض الفلسطينية عام 1948، اتخذت عاصمتها بينما بقي الجزء الشرقي تحت سيطرة الأردن. واحتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عقب حرب الأيام الستة في 1967.
كما ضمت إسرائيل القدس في 1980 وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وأيضا الولايات المتحدة. حيث لا يزال المجتمع الدولي يعتبر القدس الشرقية مدينة محتلة.
 عند الفلسطينيين والإسرائيليين، للقدس معنى قومي ووطني مستمر، وبالنسبة للفلسطينيين الذين يحلمون بالاستقلال فإن الدفاع عن القدس والأقصى هو ما يحشد صفوفهم.

سبب للنزاع الدائم
 الحرم القدسي من الأسباب الرئيسية للتوتر المستمر. ولا يزال لأسباب تاريخية يخضع لإشراف الأردن، ولكن قوات الأمن الإسرائيلية تسيطر على كافة مداخله.
 في الحرم القدسي، المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، لكن قوات الاحتلال برغم ذلك تسمح لليهود بزيارة باحة المسجد في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن دون السماح لهم بالصلاة هناك.
في المقابل، يستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الخاضع لسيطرتها، لاقتحام المسجد الأقصى وممارسة الشعائر الدينية اليهودية فيه، حتى أنهم يجاهرون بأنهم ينوون إقامة الهيكل مكانه.
تزيد تلك الزيارات والنوايا المعلنة والصريحة من مخاوف الفلسطينيين من قيام إسرائيل بتقسيم المسجد الأقصى بالزمان والمكان بين اليهود والفلسطينيين، في ساعات الصباح لليهود وباقي اليوم للفلسطينيين.
 هذا الوضع الموروث من حرب 1967  يجيز للمسلمين الوصول إلى المسجد الأقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود دخوله في بعض الساعات، لكنه لا يجيز لهم الصلاة هناك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024