حسام: رئيس الجمهورية منح الشراكات الجزائرية أفقا أوسع
عية: رؤية مستقبلية لها بعدها استراتيجي في المنظومة الجزائرية
يرى مختصون أن استقبال الذي خص به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ممثلي كل من شركة “شيفرون” وشركة “إكسون موبيل”، تأكيد على الأهمية الكبيرة التي يوليها شخصيا للارتقاء بمستوى الشركات التي تقيمها الجزائر مع شركائها الأجانب الى مستوى عالمي، وفق منظور استراتيجي، يرتكز على اختيار الشركات ذات السمعة العالمية، التي تمكن الجزائر من تحقيق أهدافها الاقتصادية.
بالنسبة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور حمزة حسام، فإن الاستقبال الشخصي الذي خص رئيس الجمهورية به مسؤولي شركتي شيفرون وإكسون موبيل يعبر من جهة عن حجم الأولوية المولاة للانخراط في شراكات براغماتية ومربحة مع عمالقة الطاقة والمحروقات في العالم، وعن الدولة التي تنتمي إليها هذه الشركات، أي الولايات المتحدة الأمريكية، من جهة ثانية.
اعتبر المحلل السياسي من خلال تصريحه لـ«الشعب”، أن هذا الاستقبال الخاص، سلوك ينم عن الإرادة الشخصية لرئيس الجمهورية للذهاب بالشراكات الجزائرية العالمية نحو أفق جديد يرسخ مكانة الجزائر كمصدر وممون موثوق في السوق العالمية للمحروقات يبحث عن إضفاء مزيد من الثقل على مكانته ضمن هذه السوق.
تبرز أهمية هذه الشراكة حسب المتحدث، من خلال الإمكانيات الهائلة في الاستثمار والابتكار التي تحوزها كل من شيفرون واكسون موبيل الأمريكيتين في مجالات استكشاف الغاز والبترول، استخراجهما، تكريرهما، نقلهما وتسويقهما، ناهيك ببروزهما في مجالات تصنيع وبيع المشتقات الكيميائية للنفط وكذا في مجال توليد الطاقة.
في السياق، أضاف الأستاذ حسام أن حرص الجزائر - وعلى رأسها رئيس الجمهورية - على بناء شراكات استراتيجية معها نابع من تقدير المكاسب المتوقعة التي ستجنيها من وراء هذه الشراكات، يراد لها أن تكون أولا رافعة لنمو الناتج الجزائري المحلي الخام، وثانيا أداة لتكريس حضورها الجيوسياسي إقليميا وعالميا.
والأمر الأبرز كما يراه المحلل السياسي حسام، يكمن في الإضافة المنتظر أن تقدمها الشركتان للجزائر في مجال في مجال التنقيب على المحروقات واكتشاف الموارد الطاقوية في البحار أو ما يعرف بـ«اوف شور”، وهو مجال تمتلك فيه الشركات الأمريكية معرفة وتكنولوجيات راقية، يمكن للجزائر أن تستفيد منها لتثمين ما تحوزه من احتياطيات طاقوية في شواطئها على البحر المتوسط.
من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي عبد الرحمن عية أن الاستقبال الذي خص به رئيس الجمهورية مسؤولي الشركتين العملاقتين “اكسون” و«شيفرون”، يعكس الرؤية المستقبلية له في بعدها استراتيجي، مبرزا أهمية الشركتين حيث تعد رائدتان في مجال الغاز والبترول في نطاق واسع.
فيما يتعلق بشركة اكسون، أكد الخبير عية في تصريحه لـ«الشعب” أنها تمتلك خبرة كبيرة ليس في مجال الغاز والبترول فحسب، بل في مجال الطاقات المتجددة، في البحث العلمي والخدمات، علاوة على انها تتحكم في التكنولوجيا المتطورة جدا في كل هذه المجالات، ما يجعلها شريكا اقتصاديا هاما بالنسبة للجزائر، وهذا ما يفس كذلك الاستقبال الشخصي لرئيس الجمهورية لها.
وتمتلك الشركتين الأمريكيتين خبرة كبيرة في مجال استخراج الغاز الصخري الذي يعد من المشاريع التي تستهدفها الجزائر في مجال الطاقات غير التقليدية “ البديلة”، لما له من مزايا فيما يتعلق بتكاليفه المنخفضة وأثاره الإيجابية على البيئة.