70 عاما مرت على ذكرى النّكبة، الفلسطينيّون متشبّثون بحق العودة

احتفالات بافتتاح السّفارة الأمريكية في القدس وسط مخاوف من انزلاق الوضع

بدأت إسرائيل وسط إجراءات أمنية مشدّدة احتفالاتها بالذكرى 51 لاحتلال القدس وإعلانها “عاصمتها الموحدة”، حيث نظّم مساء أمس مهرجان رسمي بحضور الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خط التماس مع القدس الشرقية المحتلة.
تصل هذه الاحتفالات ذروتها عصر  اليوم الاثنين بافتتاح السفارة الأميركية في القدس بحضور وفد أميركي رفيع المستوى يضم وزير الخزانة ونائب وزير الخارجية وصهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر وعشرات من أعضاء الكونغرس.
وفي السياق، أعلنت سلطات الاحتلال  مضاعفة عدد جنودها قرب غزة وفي الضفة الغربية تحسبا لأي تداعيات أمنية محتملة لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الذي يتزامن مع الذكرى السبعين “لقيام دولة اسرائيل”، وهي أيضا ذكرى النكبة التي شهدت تهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني عام 1948 من أرضهم التي استولى عليها الصهاينة وأقاموا فيها دولتهم غير الشرعية.
وإذا كانت الغبطة لا تسع الاسرائيليين   بهذه المناسبة، خاصة بعد سلسلة الانتصارات الدبلوماسية التي حصدوها  إثر انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، ونقل السفارة الاميركية للقدس، فإن المخاوف تتزايد من انزلاق الوضع، خاصة مع قرار الفلسطينيين عدم الاستسلام أمام هذه الغطرسة، حيث قرّروا تنظيم مليونية على الحدود في قطاع غزة تكسّر الصمت الدولي وتندّد بالتواطؤ العالمي.
وبالمناسبة قرّر الفلسطينيون داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، إغلاق محلاتهم، وأكدوا بأن طابع مدينة القدس لن يتغيّر، فهي  عربية إسلامية، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها.
وأعلن الجيش الاسرائيلي وضع قواته في حالة تأهب قصوى، وقال السبت انه سيضاعف عدد وحدات جيشه المقاتلة حول قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، لمواجهة أي تظاهرات محتملة للفلسطينيين احتجاجا على نقل السفارة الاميركية.
ومنذ بدء مسيرات العودة في قطاع غزة، في 30 مارس الماضي، استشهد  أكثر من 50 فلسطينيا برصاص الجنود الاسرائيليين إثر احتجاجات عند الحدود.
ومن المرجح أن يتسبّب إحياء ذكرى النكبة  في يوم دام جديد في غزة.

القدس في صلب النّزاع

زعم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس في بدء الاجتماع الاسبوعي لحكومته، أن “اسم القدس مذكور نحو 650 مرة في التوراة. السبب لذلك بسيط: القدس هي عاصمة شعبنا وشعبنا فقط”.
وقد احتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها “عاصمة أبدية” في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويصرّ الفلسطينيون على جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وكان إعلان ترامب في 6 ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس، أثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين.
وأكّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أمس أن “هناك تهويل فيما يتعلق بالاحتفال الذي سيجري من قبل الولايات المتحدة لنقل السفارة”.
وأعلن أن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعا اليوم برئاسة الرئيس محمود عباس لبحث ما يمكن اتخاذه من اجراءات.
مغالطات
ونشر البيت الأبيض قائمة بأسماء الوفد الذي سيتوجه إلى القدس، وفي مقدمته ابنة ترامب ايفانكا وصهره ومستشاره لشؤون الشرق الاوسط جاريد كوشنر، إضافة إلى المبعوث الخاص لترامب الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلات، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين.
ومبنى السفارة يحاذي حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة.
من جهته، اعتبر سفير واشنطن لدى اسرائيل أنه لا يزال هناك أمل في تحقيق السلام في المنطقة رغم غضب الفلسطينيين من افتتاح السفارة الأميركية في القدس.
وقال السفير ديفيد فريدمان السبت إن رد فعل الفلسطينيين الذين يرون في القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية “ليس جيدا”.
لكنه صرّح، إن الجو العام لدى الفلسطينيين “سيتغير مع مرور الوقت حيث سيفهمون أن الولايات المتحدة مستمرة في مد يدها للسلام فيما يحتاج الناس للتركيز على الأمور الأهم على غرار مستوى المعيشة وتحسين البنى التحتية والأمن والمستشفيات”.
وأكّد أنّ الولايات المتحدة “جاهزة لمساعدة الفلسطينيين”، وأن “لا أساس” للاعتقاد بأن نقل السفارة سيقوّض فرص السّلام.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024