سادت أجواء من التوتر داخل المسجد الأقصى أمس بعد قيام مستوطنين باقتحامه وأداء طقوس تلمودية، ونشر الاحتلال عشرات من جنوده، في حين تصدى المقدسيون للمقتحمين بالتكبير، ووقعت اشتباكات بالأيدي عند أحد الأبواب.
وبدأت مجموعات كبيرة من المستوطنين اقتحام المسجد عند نحو الساعة السابعة والنصف صباحا قادمين من باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، واشتد التوتر لدى قيام عدد من المستوطنين بأداء طقوس تلمودية عند باب السلسلة الذي تنتهي به الاقتحامات.
وتصدّى مَن تواجد من الفلسطينيين وحراس المسجد الأقصى وموظفو الأوقاف للمقتحمين بالتكبير، ومحاولات منع تدنيس المسجد، فسارع جنود الاحتلال إلى الاعتداء على جميع المتواجدين، بمن فيهم مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني.
وتوالت بعد ذلك اقتحامات المجموعات الاستيطانية، وتجدد التوتر عند باب الرحمة في الجهة الشرقية للمسجد، حين تعالت تكبيرات المصلين لمنع محاولات المستوطنين أداء طقوس دينية في المكان، حيث انتشر عشرات من جنود الاحتلال وشكلوا سلسلة بشرية في محيط انتشار المستوطنين.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بأن 1042 مستوطنا اقتحموا المسجد قبل ظهر أمس، تلبية لدعوة جماعات استيطانية لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى.
وفي حين رفع مجموعة من المستوطنين علم إسرائيل قبالة قبة الصخرة، انبطح آخرون على الأرض عند باب السلسلة في أداء علني لطقوسهم فيه.
ودعت منظمات استيطانية إلى أوسع اقتحامات بمناسبة ما يسمونه “يوم توحيد القدس”، حيث أطلق وسم “ألفان في يوم القدس”، في إشارة إلى حشد ألفي مقتحم في هذا اليوم.
وقد أُطلق هذا الوسم خصيصا وتزامناً مع ما يسمى “ذكرى توحيد القدس”، حيث تحتفل إسرائيل بما تسمى الذكرى 51 لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس المحتلة وضمه للقسم الغربي من المدينة، ويوافق هذا اليوم ذكرى النكبة.