دعا أستاذة جامعيون إلى إعداد استراتيجيات دقيقة ومحكمة للاتصال أثناء الأزمات، قصد تفادي انحرافات من شأنها التأثير على الرأي العام وإلحاق الضرر المادي والمعنوي بالمنظمات الحكومية أو ذات الطابع الاقتصادي، واعتبروا أن الجزائر بحاجة ماسة للتحكم في هذا النوع من الاتصال للتعامل مع مختلف المواقف الصعبة.
تناولت كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، أمس، موضوع “اتصال الأزمات، رسم السياسات واتخاذ القرار”، ضمن ملتقى وطني هو الرابع من نوعه، وجرى تنظيمه تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وتنوعت أنشطة الملتقى، بين مداخلات أساتذة وباحثين في المجال ورشات، للإحاطة بالموضوع من مختلف أبعاده الإعلامية، المجتمعية، الأكاديمية والاقتصادية وحتى الثقافية.
واعتبر عميد كلية الإعلام، أحمد حمدي، أن اتصال الأزمات “ذو أهمية بالغة في الساحة الوطنية، سواء من ناحية البحث الأكاديمي أو التعاطي الإعلامي”، في ظل المستجدات والمتغيرات التي تعرفها البلاد.
وحسب الأستاذة فتيحة معتوق، توجد “وراء كل أزمة مصلحة”، لذلك لا يجب ترك أي شيء للارتجالية أو العشوائية في التعامل مع الأزمات، تفاديا لكل ما قد يفاقم الوضع أكثر ويخرجه عن السيطرة.
واعتبرت الأستاذة في مداخلتها، “ أن مستوى الأزمة يقاس في الغالب بما تقدمه وسائل الإعلام للجمهور من معلومات” والتي تخطئ حسبها في كثير من الأحيان في نقل الحقائق والتقارير.
وأضافت أن التعاطي مع أية أزمة وفقا لبناءات إعلامية بدل الحدث في حد ذاته يؤثر بشكل سلبي على الرأي العام، لذلك رأت بأهمية وضع الأزمات في سيرورة شاملة ووضع إستراتيجية محكمة للتعامل معها.
وفي السياق، أكدت الأستاذة نورة بن بوزيد، أن اتصال الأزمات هو “المخلص الوحيد من انحراف المعلومة”، وما ينجر عن ذلك من تبعات سيئة على الجهة المخولة والمعنية بالأزمة.
وأوضحت بدورها الأستاذة زهرة شريط أن كل أزمة تفرض على المؤسسة المعنية اتخاذ قرارات آنيا “ مما يتطلب تحضيرا استباقيا لضمان اتخاذ القرار المناسب، “ ولن يتأتى ذلك إلا من خلال اللجوء إلى اتصال الأزمات والتحكم في أساليبه وتقنياته وإدارتها بطريقة ذكية ومحكمة.
النجاعة في إدارة اتصال الأزمات، تبنى على تنفيذ مجموعات من الاستراتيجيات التي يتوجب اعتمادها وفقا لنوع الأزمة، على غرار “ التعتيم، الانكار، الاحتواء وتغيير المسار”، وكلها تحتاج إلى بناء خطاب إقناعي.