اليوم العالمي للصّحة وأهمية الوقاية والتّحسيس بأمراض العصر

محطّة مغيّبة بالمؤسّسات الاستشفائية العمومية لبومرداس

بومرداس: ز.كمال

غابت مظاهر إحياء اليوم العالمي للصحة بالمؤسسات الاستشفائية العمومية الثلاثة بولاية بومرداس ولا بالمؤسسات الجوارية لتحسيس المواطن بالتحديات المفروضة اليوم على الصحة العمومية في ظل تنامي الكثير من الأمراض المزمنة أو ما يسمى بأمراض العصر بسبب التحول في نمط العيش واكتساح الوجبات السريعة غير الصحية على حياة المواطن، إلى جانب عودة بعض الأوبئة التي تلاشت مع الزمن كداء الحصبة والحصبة الألمانية التي تعامل معها الأولياء ومديرية الصحة على السواء بالتجاهل وعدم المتابعة في الميدان..
يشكّل مبدأ الوقاية والتحسيس الواسع للمواطنين بالمخاطر الصحية الناجمة عن بعض الممارسات اليومية غير المسؤولة نصف عملية العلاج للعديد من الأمراض التي بدأت تتفشى في المجتمع على غرار مرض السكري، الذي يتصدّر قائمة الأمراض المزمنة في الجزائر إلى جانب الضغط الدموي الشرياني ومرض السرطان بكل أنواعه.
 وكلّها أمراض وباتفاق الأطباء المختصين والباحثين ناجمة عن التغير البيولوجي لأنماط الأكل غير الصحي وضغوطات العمل اليومية، كان بالإمكان التخفيف من حدتها بتوعية المواطن عن طريق الوقاية وإتباع نظام غذائي يستجيب للشروط الصحية، وهي من المهام الأساسية لمصالح الوقاية بالمؤسسات الاستشفائية خاصة في مثل هذه المناسبات العالمية والوطنية عن طريق تنظيم أيام إعلامية عبر كل المؤسسات الصحية المنتشرة بولاية بومرداس وتنظيم قوافل تحسيسية تجوب بلديات الولاية للرفع من نسبة الوعي الصحي وغرس ثقافة صحية لدى المواطن للتعريف بأمراض العصر من حيث الأسباب والمضاعفات وسبل الوقاية.
لقد أدّى غياب ثقافة التحسيس والاهتمام بالمتابعة الصحية للمواطن من قبل القائمين على قطاع الصحة بالولاية إلى نتائج وخيمة بدأت تعطي نتائجها السلبية في الميدان، كان آخرها عزوف الأولياء عن إجراء عملية التلقيح لأطفالهم ضد الحصبة والحصبة الألمانية في إطار الحملة الوطنية التي أعلنت عنها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لغياب المعلومات الوافية عن طبيعة الحملة وأهدافها.
وتشير آخر الإحصائيات أنّ العملية لم تتجاوز 50 بالمائة بولاية بومرداس، ناهيك عن الكلفة المادية الموجّهة للعلاج والتكفل بأمراض العصر التي تكلف خزينة الدولة الملايير، وفواتير ضخمة من الأدوية المستوردة وآلاف الوصفات الطبية التي أثقلت كاهل صناديق التأمين وكادت أن تؤدي بها إلى الإفلاس، في حين تبقى اللقاءات الطبية العابرة داخل الصالونات المغلقة التي لا يستفيد منها المواطن تحت شعار إحياء اليوم العالمي للصحة مثلما شهدته أمس دار الشباب لبلدية أولاد موسى مجرد محطة للتسجيل الإعلامي والتقرير الأدبي السنوي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024