توالى وصول الوفود السورية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري إلى مدينة سوتشي الروسية، وسط أجواء استقبال احتفالية في مطار المدينة الواقعة على البحر الأسود.
وصل وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ليشارك في مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ أعماله التحضيرية أمس، وتكون أشغاله الرئيسية اليوم.
كما وصل قسم كبير من المشاركين في المنتدى الذي تتمثل مهمته حسب ما قال الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا، الكسندر لافرنتييف، في إطلاق عملية إعداد دستور سوري جديد يتم عرضه على الجميع: الحكومة والمعارضة الداخلية والخارجية والمسلحة.
وتم أمس تشكيل مجلس رئاسة لمؤتمر الحوار، ولجنة عليا، ولجنة تنظمية و3 لجان أخرى، بما فيها لجنة دستورية.
ويعتبر مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي حدثا من أكثر الأحداث طموحا في السنوات الأخيرة لحل الأزمة في سوريا، وتتنوع الوفود المشاركة في هذا المؤتمر الوطني، بتنوع المكونات في سوريا واتجاهاتها، بمن فيهم ممثلون عن حزب البعث الحاكم، والمجتمع المدني والنقابات والمعارضة الداخلية.
وتتمثل المهمة الرئيسية المطروحة على المشاركين في المؤتمر، بإطلاق لجنة دستورية يمكن أن تواصل عملها على إعداد دستور جديد للبلاد تحت رعاية الأمم المتحدة.
و يشارك في المؤتمر أكثر من 1600 شخص يمثلون مختلف المجموعات السياسية والعرقية الطائفية في سوريا.
وأكد ممثلون عن الحكومة السورية مشاركتهم التي ستصل إلى 680 شخص، و400 آخرين يمثلون المعارضة السياسية الداخلية في البلاد.
وبالإضافة إلى ذلك، تمت دعوة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والأمانة العامة للأمم المتحدة، فضلا عن مصر والعراق والمملكة العربية السعودية ولبنان والأردن وكازاخستان لحضور المؤتمر بصفة مراقبين.
ومن بين المشاركين في اجتماع سوتشي روسيا وإيران وتركيا كبلدان ضامنة لاتفاقات أستانا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.
ويعتبر مؤتمر الحوار الوطني السوري أول مؤتمر من نوعه منذ بداية الأزمة عام 2011، سواء من حيث عدد الأطياف الواسعة المشاركة فيه، أو عدد المدعوين بشكل عام، أو تنوع اتجاهاتهم وانتماءاتهم وتشعبها، وذلك في أول محاولة لجمع مثل هذه التشكيلة الواسعة في منصة تفاوضية واحدة.
ويعقد المؤتمر الحواري في سوتشي بعد أيام قليلة من انتهاء الاجتماع الخاص بين السوريين في فيينا.
ومن المتوقع أن تعقد الاجتماعات الرئيسية للمؤتمر - الجلسة العامة وحفل العشاء - في سوتشي اليوم الثلاثاء.
وقال أحد أعضاء الوفد السوري: نحن سعداء جدا بالوصول إلى سوتشي للمساهمة والاشتراك في مؤتمر الحوار السوري..نحن متفائلون».
معارضون حاضرون في سوتشي رغم التهديد
كشف مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، أن ممثلي بعض القوى المعارضة السورية توجهوا إلى سوتشي لحضور مؤتمر الحوار الوطني.
وقال بورودافكين إنه «على الرغم من الضغط النفسي الضخم، الذي تعرض له السوريون من قبل أولئك الذين يسعون لمواصلة الاقتتال في سوريا ومنع المعارضة من المشاركة في مؤتمر سوتشي، تحلى (ممثلو المعارضة) بالشجاعة وتوجهوا إلى سوتشي لتقرير مصير بلادهم. وأطلقت تجاههم تهديدات سافرة بالتصفية».