يباشر اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سنته الثانية على رأس الولايات المتحدة الامريكية، بعد أن طوى سنة كاملة من الحكم، مرّت بسرعة فائقة، لكنها كانت حبلى بالأحداث والقرارات الصادمة والمستفزّة سواء في الداخل أو الخارج.
وفي هذه الوقفة، سنتعرّف على أهم القرارات التي اتخدها ترامب خلال 12 شهرا من حكمه، والتي جعلت الولايات المتحدة الامريكية -كما يقول جلّ الخبراء -منقسمة أكثر ومواطنوها يثقون أقل في السياسة، لتظهر الولايات المتحدة الأمريكية في الداخل والخارج أقل قدرة على الدخول في حلول وسط.
أوباما كير
«أوباماكير» هو قانون إدارة أوباما لإصلاح القطاع الصحي الذي يمنح جميع الأمريكيين تأمينا صحيا قابلا للتمويل. وأثناء الحملة الانتخابية وعد ترامب بتكرار مقولته أنه يعتزم بعد تسلم مقاليد الحكم إلغاء «أوباماكير» وتعويضه «بشيء أفضل». وإلى حد اليوم لم يتمكن زملاء ترامب في الحزب من التفاهم في الكونغرس على إصلاح النظام الصحي. فالجمهوريون الذين يخشون على مناصبهم اعتبروا مشاريع القوانين المقدمة بأنها «قاسية»، وآخرون اعتبروا أن مشاريع القوانين هذه لا تلبي الحاجة ويصعب تغييرها كون قطاع الصحة لم يسلم للسوق الخاصة، ولم يخضع للتنافس.
وبعد عدة محاولات فاشلة قبل الجمهوريون في خطوة أولى مواصلة العمل بدون إصلاح لقطاع الصحة، ما حدا بالرئيس ترامب إلى إلغاء مساعدات مالية تخص «أوباماكير» معتبرا أنه غير من القانون بهذه الطريقة.
جدار «جميل» مع المكسيك
من المواضيع التي سيطرت على الحملة الانتخابية لترامب، وأثارت إلى الآن الكثير من الجدل والطرافة، وعده بتشييد جدار «جميل» على الحدود مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين صوب الولايات المتحدة الأمريكية، وتشديده على أن التكلفة ستكون على عاتق المكسيك.
وفي أوت الماضي، نشرت صحيفة «واشنطن بوست «بروتوكول محادثة أجراها ترامب مع نظيره المكسيكي إنريكه بينيا نييتو في 27 من جانفي الماضي اعترف خلالها ترامب بأنه يعلم أن المكسيك لن تتحمل تكلفة بناء الجدار، وطلب منه عدم ذكر ذلك، لأن ذلك قد يسبب له خسارة لدى الرأي العام الأمريكي.
ولغاية الآن فإن مبلغ 1.5 مليار دولار الذي يحتاجه ترامب لبداية بناء الجدار لم يوافق عليه الكونغرس، ولا يتوقع أن تتم الموافقة المستقبلية أيضا على هذا الاقتراح.
خروج من اتفاقية المناخ
إن النظر لفترة ترامب الرئاسية بأنها مجرد تعهدات دون تنفيذ هو أمر خاطئ، حيث أعلن العديد من القرارات الصادمة بينها تطليق اتفاقية المناخ، ففي الفاتح جوان الماضي قرر ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس العالمية لمكافحة تغير المناخي من أجل «حماية أمريكا وشعبها»، على حد تعبيره.
وقال إنه «من أجل أداء واجبي في حماية أمريكا وشعبها، فإننا سنخرج من اتفاقية باريس ولكن سنبدأ مفاوضات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد يكون أكثر عدلا»، مضيفا أن الاتفاقية «ظالمة لأقصى حد بالنسبة للولايات المتحدة».
وتابع ترامب بالقول إن «هذه الاتفاقية تضعف الولايات المتحدة وتعطي مزايا اقتصادية لدول أخرى تعد الأكثر إصدارا للتلوث». معتبرا أن الاتفاقية تعيق قدرات الولايات المتحدة الاقتصادية وكلفتها مليارات الدولارات وتزيد التكلفة على الشعب الأمريكي. وتعهد ترامب بالخروج من أي اتفاقية «لا تضع أمريكا أولا».
حرب على الاتفاق الإيراني
أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاسبوع الماضي «فرصة أخيرة» للاتفاق النووي الإيراني، بالموافقة على استمرار تجميد العقوبات السابقة بموجب الاتفاق، لكنه قرر في الوقت نفسه فرض عقوبات جديدة مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان وبرامج تطوير الصواريخ على 14 فردا وكيانا إيرانيين.
وأكد ترامب أن هذه هي «المرة الأخيرة» التي سيوافق فيها على قرار تجميد العقوبات بموجب الاتفاق النووي، إذ يحتاج القرار إلى تجديد الموافقة عليه كل 120 يوما.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا الاتفاق المبرم بين الدول العظمى وإيران حول برنامجها النووي بأنه «اتفاق سيء للغاية» لم نجن منه شيئا».
وتابع «لقد أبرمناه من منطلق ضعف في حين إننا نتمتع بالكثير من القوة».
في مواجهة كوريا الشمالية
منذ توليه مهام منصبه يوم 20 جانفي 2016، التزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضغط الدبلوماسي والعقوبات ضد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لثنيه عما يعتبرها سياساته القائمة على التصعيد مع واشنطن وحلفائها في آسيا عبر التجارب النووية والصاروخية، إضافة إلى الحرب الكلامية.
غير أن ما بدا تكرارا للتهديدات المتبادلة بين كيم وترامب في رأس السنة حول «جاهزية الزر النووي» لدى الطرفين، ترافق أيضا مع نذر انفراج بين سول وبيونغ يانغ قد تفرض نفسها على العام الثاني لولاية ترمب.
ففي إطار انفتاح مفاجئ على كوريا الجنوبية، عرض كيم في كلمته بمناسبة رأس السنة مشاركة رياضيين كوريين شماليين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستستضيفها كوريا الجنوبية في فيفري المقبل. كما عرض إعادة العمل بالخط الساخن المتوقف منذ فيفري 2016 بين البلدين.