اعتبرت الأمم المتحدة أن الوضع الأمني في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل لا يزال بحاجة الى المزيد من الجهود لدعم التقدم المحرز لا سيما على مستوى الانتقال الديمقراطي والسياسي السلمي.
خلال اجتماعه الاخير لإطلاع مجلس الأمن على الوضع بالمنطقة، لفت ممثل الأمين العام الخاص ورئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل محمد بن شمباس، إلى قرب تقاسم خطة لدعم استراتيجية الأمم المتحدة المتكاملة لمنطقة الساحل مع الشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين، من أجل تنسيق الجهود وضمان دعم فعال لمنطقة الساحل.
أشار بن شمباس الى ان “الهجمات التي عرفتها مؤخرا شمال مالي أسفر بعضها عن مصرع أفراد من قوات حفظ السلام، وخصوصا في منطقة كيدال”، مضيفا أن هذه الهجمات نسبت إلى مجموعات تابعة لتنظيم “القاعدة” الإرهابي وللفرع المحلي لما يسمى بتنظيم “داعش” الارهابي.
كان الرئيس المالي قد أعلن في رسالة نهاية العام أن بلاده ستتزود بقانون “للوفاق الوطني” قصد إقرار السلم والاستقرار مستمدا من ميثاق السلم و المصالحة في الجزائر “الذي سمح بطي صفحة المأساة الوطنية”.
يذكر انه تم التوصل الى اتفاق السلم والمصالحة الموقع عليه ضمن مرحلته الأولى في ماي 2015 ، وفي مرحلته الثانية في جوان من نفس السنة من طرف جميع الاطراف المالية في باماكو بعد خمس جولات من الحوار الذي شرع فيه في جويلية 2014 تحت اشراف وساطة دولية بقيادة الجزائر.
فيما يتعلق بالنيجر، أوضح بن شمباس، أن زيادة الحوادث الأمنية في النيجر، أجبر الحكومة على تخصيص 17 في المائة من الإنفاق العمومي برسم عام 2018 للقطاع الأمني، مقابل 15 في المائة، خلال عام 2017، وهو ما تسبب في مظاهرات في العاصمة، بسبب تأثير هذا الإجراء على توفير الخدمات الاجتماعية.
ذكر أنه عقب تسجيل تراجع ملحوظ في عدد هجمات جماعة “بوكو حرام” الارهابية في المنطقة، ازداد عدد الحوادث منذ شهر سبتمبر الماضي، ما أسفر عن مقتل 143 من المدنيين خلال شهر نوفمبر وحده، مشيرا إلى أن مليوني نازح ينتظرون بقلق إنهاء الأزمة في حوض بحيرة التشاد.
إشادة بالجهود الدولية
أشاد المسؤول الاممي بالجهود الناجحة التي بذلتها فرقة العمل المشتركة متعددة الجنسيات، مرحبا كذلك بالمؤتمر المعني بإنعاش منطقة بحيرة تشاد الذي ستستضيفه نيجيريا الشهر المقبل. إلا انه حذر من ارتفاع ملحوظ في عدد الحوادث التي تطال المدنيين منذ شهري جويلية وسبتمبر الماضيين.
أشار في هذا الصدد، الى استخدام الأطفال الانتحاريين من قبل جماعة “بوكو حرام” بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بعام 2016، ليصل إلى 135 حالة في عام 2017 “، مضيفا انه “ في حين نجح 700 شخص اختطفتهم الجماعة المسلحة في الهروب مؤخرا من الأسر، تواصل الجماعة اختطاف أشخاص أبرياء بشكل عام و لا يزال أكثر من مليوني نازح ينتظرون بقلق إنهاء هذه الأزمة في حوض بحيرة تشاد.”
رغم الوضع الأمني “الحساس” على العموم في منطقة غرب إفريقيا والساحل، إلا ان الممثل الخاص للأمين العام الاممي سجل عدد من التطورات الإيجابية الحاصلة لا سيما الانتخابات الديقراطية الناجحة في ليبيريا، نهاية العام الماضي، حيث تم انتخاب رئيس جديد بعد مسلسل سلمي.
ثمن إنشاء لجنة قضائية في نيجيريا لاستعراض امتثال القوات المسلحة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان وبدء الإجراءات القضائية ضد المشتبه فيهم من “بوكو حرام” في نيجيريا.