كثفت الحركة الاسبانية للتضامن مع الشعب الصحراوي طيلة سنة 2017 من مظاهر المساندة و الالتزام الى جانب الشعب الصحراوي الى ان يسترجع كامل حقوقه واستقلاله من خلال عدة نشاطات دعم ومساندة عبر جميع أنحاء اسبانيا.
وقد حرصت هذه الحركة التي تتألف من جمعيات صداقة ومجموعات برلمانية وأحزاب سياسية و فنانين وغيرها من مكونات المجتمع المدني, انطلاقا من قناعتها بعدالة القضية الصحراوية منذ عدة سنين, على العمل بلا هوادة وعلى كافة الاصعدة, الانسانية و الثقافية و السياسية, من أجل دعم قضية شعب مجبر على المنفى من أزيد من 40 سنة.
وشهدت اسبانيا تنظيم حملات توعية و مظاهرات احتجاجية وندوات و كذا أنشطة ثقافية من طرف الحركة الاسبانية التضامنية لا سيما التنسيقة الاسبانية للتضامن مع الصحراء الغربية و التي تمثل النواة الأساسية لهذه الحركة.
وبالفعل فقد تم خلال سنة 2017 تنظيم مجموعة من النشاطات منها الطبعة الأولى للمهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية (في صحرا) بمدريد والذي كان ينظم عادة بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
تنديد واسع
وندد الاسبان بشدة بمحاكمة مجموعة سجناء الرأي الصحراويين لمخيم اكديم ازيك والتي جرت خلال شهر جويلية الفارط. و في هذا الصدد, نظمت التنسيقية الاسبانية للجمعيات الصديقة مع الصحراء الغربية تجمعا كبيرا في الساحة المركزية (بويرتا ديل سول) بمدريد من أجل التنديد بهذه المحاكمة المليئة بالمخالفات القانونية فيما طالب نواب من عدة أحزاب (كومبروميس واليسار الجمهوري الكتالوني والحزب الباسكي بيلدو و بوديموس) بإلغائها وبالإفراج عن كافة السجناء السياسيين الصحراويين القابعين في السجون المغربية.
كما أكدت منظمات أخرى مثل أرضية تينيريفي لدعم الشعب الصحراوي أن الأحكام القاسية الصادرة ضد هؤلاء النشطاء المدافعين عن حقوق الانسان ما هي الا محاولة لتخويف الصحراويين في الأراضي التي يحتلها المغرب.
واعتبرت التنسيقية الوطنية الاسبانية للجمعيات الصديقة مع الشعب الصحراوي أن الأحكام القاسية الصادرة ضد معتقلي أكديم إيزيك «هي مثال لكراهية النظام المغربي للنضال السلمي للشعب الصحراوي»، مؤكدة من جديد أن هذه المحاكمة «هي سياسة مبنية حصريا على اعترافات منتزعة تحت التعذيب وسوء المعاملة» .
كما صادقت العديد من البرلمانات المحلية على غرار جزر البليار و نافار و كانتابري و كاتيل إي ليون و بلاد الباسك و غيرهم على بيانات مؤسساتية سنة 2017 دعت من خلالها إلى احترام حقوق الانسان في الأراضي الصحراوية المحتلة و نددت بالاستغلال غير الشرعي لثرواتها الطبيعية.
مظاهرة 11 نوفمبر: استفتاء تقرير المصير...الآن
تعتبر مظاهرة 11 نوفمبر أحد أهم الأحداث التي نظمتها الحركة الإسبانية للتضامن مع القضية الصحراوية بحيث خرج آلاف الأشخاص الى شوارع مدريد للمطالبة بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية في أقرب الآجال.
وينظم هذا الحدث السنوي للتنديد بالاتفاقات الثلاثية المبرمة بمدريد في 14 نوفمبر 1975 والتي من خلالها تنازلت إسبانيا عن الإقليم الصحراوي للمغرب و موريتانيا.
وتهدف هذه المظاهرة, حسب المنظمين, لتكون وسيلة لتسليط الضوء أكثر على القضية الصحراوية و في نفس الوقت فرصة لتوجيه نداء تحسيسي للرأي العام الدولي للتنبيه حول الوضعية الحالية للسكان الصحراويين.