أكد قادة الحركة الاحتجاجية الواسعة التي تضرب مدينة جرادة المغربية، الاستمرار في اتخاذ الشارع مركزا رئيسيا لرفع مطالبهم المشروعة، وجددوا اتهامهم للسلطات المحلية باهمال المنطقة والاستهانة بحياة المواطنين.
وشهدت مدينة جرادة (شمال شرق المغرب) أمس الأول، إضرابا عاما، تسبب في شلل تام لكل مظاهر الحياة من محلات تجارية وأسواق وحتى هيئات النقل والمؤسسات التعليمية، إستجابة لدعوة أطلقتها مجموعة من الهيئات السياسية بالمدينة الثلاثاء الماضي، إحتجاجا على الأوضاع الإجتماعية والمهنية الكارثية التي يعاني منها الإقليم والتي تسببت في مقتل شابين الأحد الماضي بحثا عن ما بات يعرف بـ»الخبز الأسود».
ونقل موقع «سياسي.كوم» المغربي عن مصادر محلية، بأن الإضراب كان ناجحا وعرف إستجابة واسعة من قبل كل أصحاب المحلات لينضم اليه فيما بعد أرباب وسائل النقل والمؤسسات التعليمية، وذلك بالرغم من المضايقات والضغوط التي مارستها السلطات المحلية المغربية على أصحاب المحلات والتي لم تثن عزمهم على المضي قدما في التقيد بالاضراب والخروج فيما بعد في مسيرات إحتجاجية واسعة.
وتعيش مدينة جرادة منذ أسبوع على «وقع إحتقان كبير»، حيث لم تتوقف الإحتجاجات والمسيرات الغاضبة والمنددة بالاوضاع الإجتماعية والمهنية وكذا الاقتصادية المزرية التي باتت تدفع بسكان المدينة للمغامرة بحياتهم من أجل افتكاك لقمة العيش، كما حدث مع الشابين اللذين لقيا مصرعهما في آبار الفحم (الساندريات) الجمعة الماضي مما فجر غضبا جماهيريا غير مسبوق بالمدينة.
ويأتي هذا الإضراب الذي دعي اليه من قبل هيئات نقابية وحقوقية في المدينة من أجل لفت الإنتباه إلى الأوضاع التي يعيشها الاقليم من اجل طرح بديل إقتصادي يجنب أبناء المدينة الذين ينزلون إلى الموت الذي يتربص بهم في مناجم الموت، حيث دعا ممثلو السكان والأحزاب السياسية في جرادة لضرورة فتح تحقيق مع المتورطين من وزارة الطاقة والمعادن والسلطات الإقليمية والمياه والغابات المغربية لتقصي ما آلت إليه الأوضاع بالمناجم.
ومن أهم المطالب التي حراك جرادة هي الدعوة لطرح بديل اقتصادي وبعث تنمية حقيقية وفك العزلة عن الإقليم وجبر الضرر الجماعي إضافة إلى المطالبة بإعادة النظر في فواتير الماء والكهرباء، والتنديد بإغلاق مناجم جرادة وسيدي بوبكر وتوسيت وواد الحيمر.
وأكد المحتجون تمسكهم بالمسيرات في الشارع، وتعميمها في كل أنحاء المدينة ونقل لهيبها إلى المدن المجاورة على غرار مدينة بوعرفة، التي عرفت هي الأخرى وقفة احتجاجية تضامنا مع الحراك الشعبي بجرادة واحتجاجا عن الاوضاع المزرية التي تعيشها المدينة.
كما دعت التنسيقية المحلية ضد الحقرة بوجدة إلى تنظيم وقفة احتجاجية تضامنا مع حراك جرادة، كما تشهد مدينة بني مطهر وقفة مماثلة منذ يوم أمس تضامنا مع حراك جرادة.
وللاشارة، فقد دعا للحراك الشعبي بجرادة، كل من الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد المحلي لنقابات الاتحاد المغربي للشغل، إلى جانب الاتحاد المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل والمكتب الاقليمي للجامعة الوطنية للتعليم وكذا الكتابة الاقليمية للحزب الاشتراكي الموحد إضافة إلى فيدرالية اليسار الديمقراطي وكذا فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان.