استنفرت 140 ألف عنصر أمن

فرنسا ترفع درجة التأهب الأمني تحسبا لاحتفالات رأس السنة

لا تزال السلطات في فرنسا في حالة تأهب إزاء تهديد ارهابي «مستمر» رغم تراجع عدد الهجمات في البلاد خلال 2017، وذلك بعد توقيف شخصين يشتبه بتخطيطهما لتنفيذ اعتداءات وتعبئة كبيرة لقوات الامن تحضيرا لليلة رأس السنة.
وأعلنت وزارة الداخلية تعبئة نحو 140 الف عنصر من قوات الامن والإغاثة في مجمل الاراضي الفرنسية، تحسبا لاحتفالات رأس السنة الميلادية، وتتركز الجهود في المنطقة الباريسية حيث تكون التجمعات عادة اكبر من سواها على غرار جادة الشانزيليزيه حيث تتوقع السلطات قدوم نحو 300 الف شخص.
وقال مفوض شرطة باريس ميشال ديلبويش «مستوى الانذار الارهابي لا يزال مرتفعا»، فقد أوقفت السلطات الاسبوع الماضي رجلا في الـ21 وامرأة في الـ19 لا رابط ظاهريا بينهما على ما يبدو لكن كلا منهما كان يخطط لتنفيذ اعتداء تباعا بالقرب من ليون (وسط شرق) وفي المنطقة الباريسية.
وكان المشتبه به يعتزم مهاجمة عسكريين بينما المرأة كانت تريد التحرك خارج باريس، بحسب ما أفاد مصدر قريب من الملف، ووضع الاثنان قيد التوقيف الاحترازي.
ويقول ديلبويش ان عمليتي التوقيف دليل على وجود «تهديد غامض داخلي مع اشخاص يحتمل أن ينتقلوا إلى التنفيذ بوسائل بدائية لكنها تشكل خطرا رغم كل شيء».
وأشار مصدر أمني آخر، إلى أن السلطات تركز على «التهديد الداخلي خصوصا خلال فترة نهاية العام».
وقال محققو مكافحة الإرهاب ان العام 2017 شهد خصوصا حملات توقيف في أوساط مؤيدين للتيار المتطرف، وسلسلة من محاولات الاعتداءات وايضا هجومين داميين هما قتل شرطي على جادة الشانزيليزيه في أفريل الماضي وقتل فتاتين بالسكين في مرسيليا (جنوب شرق) في أكتوبر المنقضي.
جهد استخباراتي
وأوضح، رئيس مركز تحليل الإرهاب جان شارل بريزار، أن «مستوى التهديد والرغبة في التنفيذ لم يضعفا، هناك عشرات التهديدات التي يتم الإشارة إليها بشكل منتظم».
وأضاف بريزار ان الفارق مع الحصيلة الدموية للعام 2016 (92 قتيلا ومئات الجرحى) هو «وجود مخططات لا يتم تنفيذها ما يدل على فعالية اجهزة الاستخبارات التي تحصل اليوم على الكثير من المعلومات من المنطقة (العراق وسوريا) نفسها مع عودة الكثيرين من هذه المنطقة وعمليات توقيف وقدرات تقنية متزايدة».
وذكر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مقابلة مع صحيفة «ايل موندو» أن «هزيمة داعش الإرهابي ليس معانها نهاية التهديد الارهابي الذي يظل مستمرا».
تخفيض القدرات العسكرية
أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية، أن بلادها خففت قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط بسحب مقاتلتين من طراز «رافال» من هناك في ظل تراجع تنظيم (داعش) على الأرض في سوريا والعراق.
وأوضحت أول أمس، وزيرة الجيوش أن عملية «شامال» (الفرنسية) في الشرق الأوسط تتكيف مع الوضع على الأرض وأن خسارة داعش لا تعني أنه اختفى، مشيرة إلى أنه بالتالي تم إعادة طائرتي رافال والإبقاء، في الوقت الراهن، على باقي القدرات العسكرية مع مواصلة تدريب الوحدات العراقية».
يذكر أن عملية «شامال» الفرنسية (1200 جندي) تم اطلاقها في سبتمبر 2014 في العراق قبل أن تمتد بعد عام لسوريا في إطار التحالف الدولي ضد داعش الإرهابي.
ويقدم سلاح الجو الفرنسي دعما للقوات المسلحة العراقية وقوات البشمركة الكردية وذلك بتوجيه ضربات وتنفيذ مهام استخباراتية، كما يتولي عسكريون فرنسيون تدريب القوات العراقية في بغداد وأربيل وكذلك المقاتلين الأكراد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024