تواصلت المظاهرات المنددة بقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، في مختلف مدن العالم، في وقت استمرت قوات الاحتلال الاسرائيلي في التعامل بوحشية مع احتجاجات الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة مستخدمة الرصاص الحي والاعتقالات الجماعية التي شملت حتى الأطفال.
شكل تصويت غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم لصالح الحفاظ على الوضع القانوني للقدس، قوة دعم لمناصري القضية الفلسطينية وأصدقائها حول العالم، مظهرا عزلة الولايات المتحدة وعجزها عن ترهيب الأطراف المؤيدة لأصحاب الحق.
عقب التصويت الأممي ارتفعت المظاهرات المنددة بالقرار الأمريكي الأحادي تجاه مدينة القدس الشريف، حيث دعت جمعيات وفعاليات وناشطون بريطانيون وعرب لمواصلة التظاهر أمام السفارة الأمريكية في المملكة المتحدة، تنديدا بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنحازة لصالح إسرائيل.
تظاهر فلسطينيو بريطانيا وناشطون عرب وأجانب تلبية لدعوة حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا ومؤسسات أخرى.
اتفق المتظاهرون على رفع علم فلسطين، وهتفوا لـفلسطين والقدس مؤكدين مواصلة حراكهم «لتعرية ترامب وسياساته أمام الرأي العام الغربي».
في ألمانيا جاب نحو ألفين من الفلسطينيين والعرب شوارع العاصمة الألمانية برلين، ليلة السبت إلى الأحد، تعبيرا عن تضامنهم مع القدس المحتلة، وتمسكهم بها عاصمة أبدية لفلسطين.
مثلت هذه الفعالية الاحتجاجية سابع مظاهرة تندد بقرار ترامب في برلين، التي توصف برابع أكبر تجمع للشتات الفلسطيني في الخارج بعد لبنان والأردن وسوريا.
في المقابل صرح أردوغان في مؤتمر صحفي، أمس، قبيل توجهه إلى السودان لبدء جولة إفريقية، بوجود خطوات أخرى بشأن القدس ستنفذ بالتنسيق مع هيئات عربية ودولية وقال «ستكون لنا خطوات مقبلة تتعلق بالقدس في الفترة المقبلة بالتعاون مع قوى دولية كالاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ودول عدم الانحياز».
تواصل القمع
ميدانيا، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 15 منذ اندلاع المواجهات مع قوات الاحتلال في القدس والضفة وغزة، عقب الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، حيث استشهد مواطن متأثرا بجراحه، صباح أمس، جراء إصابته برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات على الشريط الحدودي شرق مدينة غزة الجمعة الماضية.
عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، انتشارها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدما شاب التوتر احتفالات عيد الميلاد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
قال ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية إن وحدات إضافية ستنتشر في القدس المحتلة ونقاط العبور إلى المدينة. شنت أجهزة أمن الاحتلال حملة اعتقالات جديدة تركزت في البلدة القديمة بمدينة القدس، وحي شعفاط وسط المدينة، طالت ستة مقدسيين معظمهم من الأطفال، وحوّلتهم إلى مراكز توقيف وتحقيق في المدينة.
300 وحدة استيطانية
حذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، من خطورة وتداعيات المخططات التي أعدتها وتعدها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس وعلى رأسها مخطط بناء 300 ألف وحدة استيطانية.
نددت الدائرة، في بيان لها، بـ «مخاطر ما يروّج له وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي لخطة بناء استيطانية كبيرة يتم الاعداد لتنفيذها».
وفق هذا المخطط ستشمل هذه الخطة بناء 300 ألف وحدة استيطانية أطلق عليها بـ»القدس الكبرى»، وسيتم بناء غالبية تلك الوحدات في مناطق خارج الخط الأخضر بحسب المخطط. شددت الدائرة على «مخاطر هذا المخطط العدواني الذي يهدف إلى فصل مدينة القدس، وتقطيع أواصلها وتفتيت وحدتها الجغرافية والديمغرافية وإعدادها «كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي».