طالب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، أمس، بـ»مواقف حازمة من المجتمع الدولي ضد كافة المعرقلين للاتفاق السياسي»، مشيرا إلى أن عدم التزام بعض الأطراف وتراجعها غير المبرر عن ما اتفقت بشأنه، يربك المشهد السياسي.
أكد السراج، خلال استقباله وزير الخارجية الايطالي، انجلينو ألفانو، أن الانتخابات التي دعا إليها منذ جوان الماضي، ضمن مبادرته لإنهاء الأزمة بمقدورها حسم الصراع السياسي سلمياً ووفق إرادة المواطنين.
أوضح أن المفوضية العليا للانتخابات بدأت مرحلة تسجيل أسماء الناخبين والتجهيز لهذه الانتخابات المقررة العام المقبل على أن يسبقها بالطبع إقرار لقانون الانتخابات وإجراء استفتاء على الدستور.
من جهته، جدد الوزير الإيطالي دعم بلاده نهج السراج التوافقي وبما يبذله من جهد للم الشمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا.
أكد ألفانو تأييد بلاده لجهود المبعوث الأممي السيد غسان سلامة، آملاً أن تفضي هذه الجهود سريعا إلى انتخابات وفقا لرؤية رئيس المجلس الرئاسي في هذا الشأن.
إجلاء اللاجئين
بدأت الأمم المتحدة نقل لاجئين أفارقة إلى إيطاليا من ليبيا حيث أجلتهم من مراكز احتجاز وجهت جماعات إغاثة انتقادات للأوضاع فيها بوصفها غير إنسانية. أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن ترحيل 162 لاجئًا من الفئات الأكثر ضعفًا من ليبيا إلى إيطاليا، ليلة الجمعة إلى السبت، بما في ذلك أطفال غير مصحوبين ونساء قضين فترات طويلة في الحجز.
أشارت إلى إجراء عملية إجلاء ثالثة خلال الأيام المقبلة، سينقل بموجبها 150 لاجئا إضافيًا إلى النيجر قريبا.
قال فنسنت كوشتيل، المبعوث الخاص للمفوضية للوضع في وسط البحر الأبيض المتوسط، «تمكنا للمرة الأولى من إجلاء اللاجئين الأكثر ضعفا مباشرة من ليبيا إلى إيطاليا، فيما يعتبر خطوة بالغة الأهمية، وتطورا مرحبا به، ولم يكن ليصبح واقعا دون الالتزام القوي الذي أبدته السلطات الايطالية والدعم المقدم من الحكومة الليبية، ونحن نأمل أن تتبع دول أخرى هذه المقاربة نفسها».
أضاف «نحن نعتمد على التضامن الدولي لمساعدتنا في الوصول إلى هدفنا بتقديم الحماية لـ1300 لاجئ من الفئات الأكثر ضعفًا ونقلهم خارج ليبيا بأسرع وقت ممكن».
تتضمن مجموعة اللاجئين الإريتريين والإثيوبيين واليمنيين أيضا عائلات وأمهاتٍ عازبات وأطفالاً غير مصحوبين وأشخاصا من ذوي الإعاقة، وجميعهم بحاجة إلى الرعاية الصحية والخدمات الاستشارية.
بعد إطلاقهم من الاحتجاز، رافق اللاجئين فريق عمل المفوضية المتواجد في ليبيا إلى طرابلس الغرب ومن ثم إلى إيطاليا، حيث حطت الطائرة التي تقلهم في قاعدةٍ عسكرية بجوار مدينة روما، وأحيلوا بعدها إلى عهدة السلطات الإيطالية، وفق بيان المفوضية.
تقدر المفوضية أن نحو 18 ألف شخص يقبعون في مراكز ايواء للمهاجرين تابعة لحكومة طرابلس، وتهدف إلى إجلاء ما يصل إلى عشرة آلاف العام المقبل.
تعزز إيطاليا قدرة خفر السواحل الليبي على اعتراض القوارب وإعادتها إلى ليبيا. جاءت خطوة إيطاليا لفتح ممر آمن لبعض المهاجرين بعد أن تعرضت لانتقادات من جماعات معنية بحقوق الإنسان أدانت جهودها لمنع المهاجرين في ليبيا من الوصول إليها مقابل تقديم مساعدات وتدريب وعتاد لمكافحة تهريب البشر.