اكد مجدي الخالدي مستشار الرئيس الفلسطيني امس ان محمود عباس لن يلتقي نائب الرئيس الاميركي مايك بنس الذي سيزور المنطقة في النصف الثاني من ديسمبر الجاري، بعد قرار الرئيس الاميركي بشأن القدس.
وقال الخالدي «لن يكون هناك اجتماع مع نائب الرئيس الاميركي في فلسطين»و أضاف ان «الولايات المتحدة الاميركية تخطت الخطوط الحمر بقرارها المتعلق بالقدس».
وأعلن مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية سابقا أن بنس ليس مرحبا به في الاراضي الفلسطينية.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان «لا حديث مع الطرف الاميركي حول عملية السلام في حال عدم تراجع الادارة الاميركية عن قرارات الرئيس ترامب حول القدس».
وأفاد مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية ان اللجنة التنفيذية للمنظمة ستجتمع الاثنين المقبل للبحث في الخطوات الفلسطينية المقبلة ردا على القرار الاميركي.
هذا و كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اورد الجمعة إن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، و رحب بالاجماع الدولي المندد بالقرار الامريكي المتعسّف .
أعضاء مجلس الأمن: القدس الشرقية فلسطينية
من ناحية ثانية ، أكد سفراء السويد وفرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة الجمعة أن قرار دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل «لا يتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي» مؤكدين أن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكدوا في إعلان صدر في بيان اثر اجتماع طارئ لمجلس الأمن وجدت فيه واشنطن نفسها معزولة، «ان وضع القدس يجب أن يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تختتم باتفاق حول الوضع النهائي».
وشددوا انه في هذا الاطار «يجب أن تكون القدس عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين. وفي غياب اتفاق، لا نعترف بأية سيادة على القدس″.
واضافوا انه «بناء على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخصوصا القرارات 467 و478 و2334 نعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة».
كما شددوا على أن «الاتفاق على الحدود بين الدولتين يجب أن يتم على أساس خطوط الرابع من جوان 1967 وفق تبادل أراض يتفق عليه الجانبان. وان الاتحاد الأوروبي لن يعترف بأي تغيير لحدود 1967 بما فيها في في القدس الا باتفاق الطرفين».وشدد السفراء على أن قرار ترامب «لا يخدم فرص السلام في المنطقة» ودعوا «كافة الاطراف والفاعلين الاقليميين إلى العمل معا للحفاظ على الهدوء».
أمريكا لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام
وقال السفراء الأوروبيون «نحن على استعداد للمساهمة في الجهود الصادقة لاحياء عملية السلام على قاعدة المعايير الدولية المتفق عليها، والمؤدية إلى حل الدولتين. ونشجع الإدارة الأمريكية على تقديم مقترحات مفصلة من اجل التوصل الى اتفاق اسرائيلي فلسطيني».
من جانبه، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما وصفه «الإجماع الدولي الكبير المندد بالقرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل».
وحيا عباس، ، مواقف الدول التي أكدت رفضها لهذا القرار الأمريكي» المخالف لكل قرارات الشرعية الدولية».
واعتبر، «أن هذا الاجماع، على رفض القرار الأمريكي، هو بمثابة رسالة دعم قوية لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في أرضه وعلى رأسها مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين».
وجدد عباس موقفه الرافض للقرار الأمريكي، «مؤكدا أن الولايات المتحدة الامريكية بهذا الموقف لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام».
دعوة لقطع العلاقات مع واشنطن ووقف التطبيع
دعت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة إلى اتخاذ إجراءات قوية تشمل قطع العلاقة الفلسطينية بالكامل مع الإدارة الأميركية، ووقف التطبيع والتنسيق الأمني مع إسرائيل.
وقالت اللجنة في بيان بعنوان «لنصعد المقاطعة ونوقف التطبيع بعد قرارات ترامب الصهيونية ضد القدس والقضية الفلسطينية»، إنه يجب قطع العلاقة بين السلطة الفلسطينية وإدارة ترامب، لأن الأخيرة شريك كامل في جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، حسب تعبيرها.
كما حثت الدول الشقيقة والصديقة على قطع علاقاتها مع الولايات المتحدة أو خفضها إلى أدنى مستوى ممكن، ردا على القرار الذي أعلنه ترامب الأربعاء الماضي.
وأكدت اللجنة الفلسطينية ضرورة وقف التطبيع الفلسطيني الرسمي منه وغير الرسمي مع تل أبيب، وأكدت أن ذلك يجب أن يشمل أولا وقف التنسيق الأمني، وحل ما تسمى لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي المنبثقة عن قيادة منظمة التحرير.
ودعا البيان أيضا السلطة الفلسطينية للإعلان عن موت اتفاقية أوسلو بعد القرار الأميركي بشأن القدس، وقالت إن من شأن ذلك بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية تقوم على حماية حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت نفسه دعت اللجنة الفلسطينية إلى تصعيد المقاومة الشعبية الفلسطينية الواسعة على غرار الهبّة التي شهدتها القدس المحتلة الصيف عقب محاولة إسرائيل فرض قيود مشددة على دخول المسجد الأقصى.
مشعل يدعو لانتفاضة تمتد خارج فلسطين
دعا الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إلى تحويل الهبّة ضد القرار الأميركي بشأن القدس إلى انتفاضة في فلسطين والعالم كله، مؤكدا أن الأمة العربية والإسلامية رغم ما تمر به من أزمات فهي لا تساوم على القدس.
وفي تعليقه على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال مشعل «نريد هذه الهبة أن تتحول إلى انتفاضة داخل فلسطين في العالم كله للضغط على كل عواصم القرار في العالم لإجبار الولايات المتحدة على التراجع عن هذه الخطوة».
وأضاف إن الرئيس ترامب يصر على تفجير صراع ديني في المنطقة، وسيكتشف أنه ارتكب هذه «الحماقة»، وسيتحمل عواقب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتابع أن المطلوب فلسطينيا هو تعزيز الصف الوطني الداخلي، وإنجاز المصالحة الفلسطينية، وحل مشاكل قطاع غزة والضفة الغربية، وترتيب البيت الفلسطيني ومؤسساته على قاعدة الشراكة، وتابع «نحتاج لانتهاج إستراتيجية نضالية مختلفة عما مضى، بعد فشل الرهان على التسوية والراعي الأميركي، وإشعال انتفاضة شاملة ومقاومة شعبية بقرار وطني موحد».