بقي رقما صعبا في اليمن رغم تنحيه عن السلطة

الحوثيون يهزمون صالح في الحرب السابعة

يمكن القول إن علي عبد الله صالح، شخصية استثنائية في اليمن، وربما على مستوى العالم العربي، فقد تمكن من قيادة بلده رئيسا منذ عام 1978، وبقي طرفا فاعلا حتى بعد تنحيه عام 2012.
دخل صالح التاريخ كسادس رئيس للجمهورية العربية اليمنية، اليمن الشمالي سابقا، عقب مقتل الرئيس أحمد الغشمي، وأسس في عام 1982 حزب المؤتمر الشعبيّ العام الذي ظل يتزعمه حتى آخر لحظة من مشواره الطويل في السلطة وفي الصراع حولها لاحقا.
ومن سخريات القدر أن صالح، رئيس اليمن كان قد قام بست حملات عسكرية ضد الحوثيين في صعدة بين عامي 2004 ـ 2010، إلا أن خروجه من السلطة الرسمية عام 2012، مهد الطريق ليصبح الحوثي، العدو اللدود القديم، صديقا وحليفا جديدا له في معركة ضروس ضد ما يمكن وصفه بتوابع زلزال الربيع الدموي الذي أطاح به.
وعلى الرغم من أن العلاقات بين هذين الحليفين – النقيضين اتسمت بالتوتر منذ إبرام التحالف عام 2014، إلا أن انفجار الأزمة الأخيرة بينهما في قتال شامل عنيف، كان مفاجأة بشكل ما خاصة أن الرئيس السابق كان قد كال للحوثيين المديح منذ أيام مرطبا الأجواء معهم، فيما هاجم بشدة السعودية.
ولم تمض إلا أيام قليلة على هذا التصريح حتى اشتعلت النار بين الحليفين اللدودين، ربما بعد أن تراكم انعدام الثقة بين الطرفين وتضاربت مصالحهما، وارتباطاتهما، وربما وصل أحدهما أو كلاهما إلى اليقين بأن الفراق آت لا محالة، وفاضت كأس الصبر، إيذانا ببدء مرحلة جديدة.
ولعل مشكلة اليمن تكمن في أن صالح والحوثيين، كل منهما، كان يرى نفسه ملكا وسيدا للموقف، ولذلك لم يحتملا بعضهما على الرغم من انخراطهما في معركة واسعة ضد التحالف العربي.
إلا أن معركة علي عبد الله صالح السابعة مع الحوثيين، كانت وبالا عليه. فما أن اشتعلت النار هذه المرة حتى أصابته في مقتله، ضاق هامش الحركة أمامه في هذه المعركة، كما لو أنه كان مجبرا على خوضها، ولذلك خسر الرهان ولم يستطع استعمال مواهبه في الخروج من النار بأقل الخسائر، ليظهر في مكان آخر ساخرا من أعدائه، في هذه المرة لم يستطع صالح أن ينتصر على الموت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024