دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف في مالي، إلى مضاعفة جهودها لتحقيق السلام في البلاد وتجنب وقوع أزمة وإعادة بناء الثقة، والالتزام بالإصلاحات وضمان أن تعمّ ثمار السلام على السكان.
حذر محمد صالح النظيف، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة والمتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، من العقبات الكبرى التي واجهتها بعثة الأمم المتحدة في مالي، والمتعلقة بأنشطة الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية.
في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول مالي، مساء الخميس، قال النظيف من خلال مؤتمر فيديو من باماكو، «إن الخسائر التي تقع بشكل شبه يومي في صفوف قوات حفظ السلام والناجمة عن الأجهزة المتفجرة أو الألغام، خاصة على خطوط الإمداد الرئيسية للبعثة، أصبحت غير محتملة»... مؤكدا الحاجة إلى توفير التمويل للاستثمار في الحماية من الهجمات غير المباشرة وتحسين المراقبة وأنظمة الإنذار المبكر.
وأعرب النظيف عن ارتياحه للحيوية المسترجعة من أجل تنفيذ اتفاق السلام المنبثق عن مسار الجزائر، رغم الزحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وأوضح أن جهود أهم الأطراف المالية والمجتمع الدولي، سمحت بوقف الاقتتال بين تنسيقية حركات الأزواد وأرضية الحركات.
وذكر بأن الائتلافين وقعا يوم 20 سبتمبر الفارط «التزاما» يكرس وقف الاقتتال «الكلي والنهائي».
وأوضح السيد النظيف، «أن قرار الرئيس إبراهيم بوبكر كايتا تأجيل الاستفتاء حول مراجعة الدستور، ساهم من جهة أخرى في التخفيف من التوترات الاجتماعية ووضع حدّ للمظاهرات».
وبعد أن أشار إلى أن الحاكم كيدال تولى مهامه منذ 19 سبتمبر الفارط، أكد المبعوث الأممي على ضرورة «استغلال هذا الزخم الجديد حتى تترجم عودة الدولة إلى شمال البلاد بتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية».
تعزيز قدرات «مينوسما» لتنفيذ مهمتها
من جهته قال السيد عبد الله ديوب وزير الخارجية المالي، «إن حكومته ترحب باعتماد المجلس للقرار 2364 الذي يجدد ولاية البعثة»، مضيفا أن هذا القرار «يدعو البعثة إلى اعتماد موقف أكثر استباقا ويعطيها ولاية أكثر قوة»، معربا عن أمل حكومة بلاده أن يأخذ المجلس على عاتقه مسألة تعزيز قدرات البعثة التشغيلية، بطريقة تسمح لها بتنفيذ ولايتها بشكل كامل وفعال.
للإشارة، فإن مجلس الأمن الدولي أقرّ، في سبتمبر الماضي، نظاما للعقوبات في مالي، يستهدف الذين يعرقلون تنفيذ اتفاق السلام، حيث يفرض على المشمولين به حظر السفر وتجميد الممتلكات.
للتذكير، فإن حكومة مالي وقعت على اتفاق السلم والمصالحة الوطنية الذي وصف بالتاريخي»بهدف إرساء الاستقرار شمالي البلاد في عام 2015 مع الحركات السياسية المسلحة الناشطة في شمال البلاد والموقعة على «أرضية الجزائر للحوار» وكذا من طرف فريق الوساطة الدولية الذي تقوده الجزائر.
وتضاعفت في الأشهر الأخيرة في مالي، التي تشهد اضطرابات أمنية كبيرة، هجمات إرهابيين على مواقع لقوات حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة المنتشرين في هذا البلد للإشراف على تطبيق الاتفاق.
ملاحقة مرتكبي الهجوم على قوات أمريكيين
أعلنت مصادر أمنية بالنيجر، «بدء عمليات عسكرية موسعة بالقرب من الحدود مع مالي بعد الهجوم الذي شنه إرهابيون مجهولون وأسفر عن مقتل ثلاثة من القوات الأمريكية الخاصة وخمسة جنود نيجريين».
وأوضحت المصادر، أن قوات تابعة لدولة النيجر وقوات أمريكية تشارك في العملية العسكرية.
من جانبه، قال مصدر مسؤول بوزارة دفاع مالي، إن العمليات العسكرية مستمرة داخل حدود النيجر، فيما عززت القوات المالية نقاطها الأمنية على الشريط الحدودي.
وذكر مصدر أمريكي في وقت سابق، أن ثلاثة عسكريين من القوات الخاصة الأمريكية لقوا مصرعهم في هجوم على دوريتهم في النيجر قبل يومين. وأوضح ذات المصدر، أن الهجوم أدى أيضا إلى إصابة اثنين آخرين بجروح.
من جانبها ذكرت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم»، أن دورية مكونة من عساكر أمريكيين وآخرين من النيجر «تعرضت لإطلاق نار في جنوب غرب النيجر»، مشيرة إلى أن الهجوم وقع على بعد حوالى 200 كيلومتر شمالي العاصمة نيامي، بالقرب من الحدود مع مالي، حيث ينشط تنظيم «القاعدة» الإرهابي.
في هذا السياق، أفاد مسؤولان من النيجر، أن مهاجمين دمويين قتلوا عددا من الجنود النيجريين قرب الحدود مع مالي في كمين مسلح.
تجدر الإشارة إلى أن القوات الأمريكية تساعد في تدريب جيش النيجر على مكافحة الإرهابيين في المنطقة بما في ذلك تقديم الدعم لعمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.