نقلت وسائل إعلامية، عن مصادر فرنسية قولها، إن لقاء وزير الخارجية جون إيفل لودريان بقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، “ليس تجاوزا لمساعي سلامة، بل بالعكس يأتي في إطار حرص فرنسا على مساعدته في دفع الأطراف الليبيين إلى التقدم على مسار الالتزام بمبادئ الوفاق لإعادة توحيد المؤسسات وتفعيلها”.
واستقبل، أمس الأول، لودريان حفتر بالعاصمة الفرنسية باريس، لبحث سبل تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، لتعديل الاتفاق السياسي.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا، قد عبر عن رفضه للمبادرات المتعددة والمتنافسة لحل الأزمة الليبية، مؤكدا أن كل شيء يجب أن يتم تحت مظلة الأمم المتحدة.
وقال مصدر دبلوماسي “لن نعرض أي اقتراح جديد على حفتر، نريد أن نمرر له رسالة مفادها أن عليه أن يحترم التزاماته ووساطة الأمم المتحدة”، مؤكدا أن اللقاء تم في أعقاب زيارة قام بها حفتر إلى ايطاليا وكانت فرصة لاستقباله في باريس.
وأشار المصدر إلى أن المبعوث الأممي سلامة أطلق خطته بشأن التفاوض على الاتفاق السياسي، وأن باريس تتابع بدقة الوضع معه، مؤكدا وجود صعوبات لكنها لا تستدعي التشاؤم بالتوصل إلى حل وتذليل العقبات.
وأكد أن “باريس تدعم وبشدة مهمة سلامة، مع التشديد على عدم التدخل في عمل مبعوث الأمم المتحدة الذي تربطه علاقة ثقة بالقيادة الفرنسية”.
ونفت المصادر ذاتها أن يكون الحوار مقطوعاً بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، مؤكدة أن مستشارَي الطرفين على تواصل إلا أنه ما من تقدم فعلي حصل قبل تدخل سلامة لبذل جهود حثيثة لتقريب وجهات نظر الطرفين.
في المقابل نقلت صحيفة “كوريري ديلا سيرا” تصريحات لحفتر، أكد فيها أنه يتطلع إلى الاجتماع مع المبعوث الأممي غسان سلامة لمناقشة خارطة الطريق.
وحول دعوة الحكومة الإيطالية لـ«اختيار المسار السياسي إذا كان ينوي تقديم نفسه لقيادة ليبيا”، قال حفتر “بالنسبة لمسألة استخدام القوة، نحن لسنا بحاجة إلى المشورة من الواضح أننا نفضل طرق السياسة، لكن عندما لا تنجح هناك حاجة إلى حلول أخرى”.
وطالبت الحكومة الإيطالية حفتر بـ«مواجهة خصومه سياسيا والتخلي عن التحركات العسكرية ضد حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج في طرابلس”.
وأضاف حفتر “إننا نهزم الإرهاب الآن في ليبيا، ليس بالوسائل الدبلوماسية بل بالأسلحة، وإلى اللحظة لم نستخدم القوة لحل الازمة السياسية الداخلية”.
الإرهاب يفر إلى الصحراء
قال ممثل بارز للادعاء في ليبيا، إن إرهابيي تنظيم داعش كونوا جيشا في الصحراء يتألف من ثلاث كتائب على الأقل بعد أن فقدوا السيطرة على معقلهم في سرت العام الماضي.
ويعتقد أن المئات من الإرهابيين فروا من سرت قبل أو خلال حملة عسكرية دامت سبعة أشهر لطرد التنظيم المتشدد من المدينة الساحلية التي سيطر عليها في 2015.
ونفذت الولايات المتحدة، التي قدمت دعما جويا لحملة استعادة السيطرة على سرت، ثلاث مجموعات من الغارات الجوية استهدفت تلك المعسكرات واحدة في يناير كانون الثاني وأخرى في 22 سبتمبر وثالثة يوم الثلاثاء الماضي.
وقال الصديق الصور رئيس التحقيقات في مكتب المدعي العام في مؤتمر صحفي في طرابلس إن بعض المتشددين المصابين اعتقلوا وتم التحفظ على مضبوطات بعد الضربات الأولى.