أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن هناك حاجة لحوالي 200 مليون دولار خلال الشهور الستة المقبلة لمساعدة اللاجئين الروهينغا المسلمين الذين فروا “بأعداد هائلة” من ميانمار إلى بنغلاديش عقب حملة عسكرية دموية.
وأطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 78 مليون دولار في التاسع من سبتمبر لكن اللاجئين واصلوا التدفق.
من جهتها، حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” من كارثة صحية تحدق بمخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلادش نتيجة عدم توفر الغذاء أو الماء الكافي وصعوبة الوصول إليها بالإضافة إلى تدفق مياه الصرف الصحي.
وأعلن روبرت اونوس منسق الطوارئ لدى المنظمة في بيان نشر الخميس “كل الشروط متوافرة لانتشار وباء يتحول إلى كارثة على نطاق واسع”.
وتخشى المنظمة انتشار الكوليرا والحصبة بشكل خاص.
وفر أكثر من 420 ألف مسلم من أقلية الروهينغا إلى بنغلادش في الأسابيع الأخيرة هربا من حملة قمع يشنها الجيش البورمي وقالت الأمم المتحدة إنها “تطهير إثني”. ومضى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس حتى القول بأنها “إبادة”.
وعند وصولهم إلى بنغلادش، يضطر اللاجئون إلى اللجوء إلى التلال بسبب اكتظاظ المخيمات أو إلى البقاء على جوانب الطرقات. وأثارت الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأيام الأخيرة مخاوف من حصول انزلاقات تربة.
تقول كيت وايت المنسقة الطبية لحالات الطوارئ لدى منظمة “اطباء بلا حدود” إن “المخيم ليس فيه طريق داخلية ما يجعل إيصال المساعدات صعبا جدا. كما أن وجود الوديان يجعل الأرض معرضة للانزلاق بالإضافة إلى عدم وجود مراحيض”.
وتابعت وايت “عندما نسير في المخيم ندوس في المياه الاسنة والفضلات البشرية”.
ونظرا لعدم توفر مياه للشرب يشرب اللاجئون مياها يتم جمعها في حقول الأرز والبرك وحتى في حفر صغيرة يتم نبشها بالأيدي وغالبا ما تكون ملوثة بالفضلات”.
وتوضح وايت “نستقبل كل يوم بالغين على وشك الموت من الجفاف”، مضيفة “عادة هذا أمر نادر جدا لدى البالغين ودليل على أننا إزاء حالة طارئة على نطاق واسع”.
وشددت المنظمة من جهة أخرى على أهمية تأمين وصول منظمات المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين من راخين على الجانب الآخر من الحدود.
ولا يزال آلاف الاشخاص يهربون أو يختبئون في الغابات والجبال هربا من الحرائق في قراهم.
وقبل اندلاع الأزمة الحالية كان عدد الروهينغا في بورما أكثر من مليون. وقد فر نصفهم تقريبا منذ 25 أوت الماضي.
وكثيرا ما يتعرض أبناء هذه الأقلية المسلمة للاضطهاد في بورما حيث يعتبرون مهاجرين غير شرعيين وتفرض عليهم قيود مشددة.
”فواجع” ميانمار
قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نكي هيلي إن واشنطن تشعر بالقلق بسبب “الفواجع” في ميانمار التي يتأثر بها مسلمو الروهينغا، بينما أعربت رئيسة وزراء بنغلاديش عن “فزعها” لما يحدث من أعمال العنف ضد الروهينغا.
وذكرت هيلي أن السلطات الأميركية تدعو زعيمة الحكومة أونغ سان سو تشي وقادة الجيش إلى وقف الحملة.
وأضافت للصحفيين “لم نكتف بدعوتها فحسب وإنما دعونا الجيش أيضا” في إِشارة إلى سو تشي. وقالت إن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد اتصل بقائد جيش ميانمار ليقول له إن “هذا لا يمكن أن يستمر”.