يحتفل العالم اليوم، بـ “اليوم الدولي للسلام” المصادف لـ21 سبتمبر من كل سنة، الذي يتزامن مع أشغال الجمعية العامة الأممية في دورتها السنوية، والتي تناقش ملفات ذات صلة مباشرة بقضايا السلم والأمن، معاناة ملايين البشر في المعمورة بفعل أزمات وجرائم تنفذها جماعات إرهابية وأنظمة حكومية.
خصصت الجمعية العامة هذا التاريخ لتعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفي ما بينها.
ويعد السلام من أكثر الأمور التي تسعى جميع الأمم والشعوب إلى تحقيقها والوصول إليها، وتخطي ويلات الحروب التي عانت منها على مر العصور والتي ذهبت بملايين من أرواح البشر ضحايا لها.
واختارت الأمم المتحدة، لإحياء طبعة هذا العام شعار “معا للسلام: كفالة الاحترام والسلامة والكرامة للجميع”.
وقالت المنظمة الأممية في موقعها الرسمي، أنها اختارت “موضوع هذا العام تكريم مبادرة “معا”، وهي مبادرة عالمية لتعزيز الاحترام والسلامة لجميع من اجبروا على الفرار من منازلهم طلبا لحياة أفضل”.
و تربط هذه المبادرة بين كيانات منظومة الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والأفراد في إطار شراكة عالمية لدعم التنوع ومناهضة التمييز وتعزيز تقبل المهاجرين واللاجئين. ودشنت هذه المبادرة في قمة الأمم المتحدة وللاجئين التي عقدت في سبتمبر 2016.
وستركز الفعالية الاحتفالية لهذا اليوم هذا العام على إشراك الأفراد وحشدهم في كل أنحاء العالم لإبراز دعم للاجئين والمهاجرين.
وستنشر تلك الرسائل في المجتمعات المستضيفة للاجئين والمهاجرين فضلا عن المعنيين الذين يخشون أن يتسبب وجود تلك الفئتين بأضرار جسدية أو اقتصادية على معايشهم.
وسيضطلع الشباب والشابات بمهمة رئيسية، حيث سيتطعون للترحيب باللاجئين والمهاجرين في مجتمعاتهم. فضلا عن ذلك، يمكنهم مد يد الصداقة للاجئين والمهاجرين الشباب الذين يلقونهم في مدارسهم وأحيائهم.
وقد تمّ الاحتفال لأول مرة بهذا اليوم في عام 1982، وبعد ذلك تمّ التصويت لجعله يوماً عالمياً لإيقاف العنف وإطلاق النار سنة 2001، بحيث أنّ الأمم المتحدة تدعو دائماً إلى وقف جميع الأعمال العدائية في هذا اليوم، بالإضافة إلى ضرورة نشر الوعي وثقافة السلام بين الدول وبيان أهمية أن تعيش المجتمعات في سلام والكوارث التي تنجم عن الحروب والنزاعات العنيفة.
ويتزامن اليوم الدولي للسلام، مع انعقاد أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية بنيويورك، والتي تناقش قضايا جد معقدة ومهددة للسلم والأمن الدوليين.
وإلى جانب موجات المهاجرين التي تحاول بلوغ الضفة الشمالية للمتوسط، لازال العالم يراقب تصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، والتهديدات الدائمة باندلاع حرب نووية مدمرة.
وفي الشرق الأوسط، ينشغل المجتمع الدولي بالأزمة السورية التي دمرت البلد وهجرت ملايين السكان وقتلت مئات الآلاف دون التوصل إلى حل نهائي، بينما تسجل المنطقة فصلا جديدا من الأزمات بعد رغبة إقليم كوردستان العراق بتنظيم استفتاء الانفصال عن الدولة الأم.
وتصدرت أشغال الجمعية العامة، مأساة إنسانية ظلت لعقود في خانة المسكوت عنها، والمتمثلة في أزمة أقليمة الروهينغا المسلمة بدولة ميانمار، وما تعرضت له من حملة إبادة وتطهير عرقي كلاسيكي حسب الأمم المتحدة، نجم عنها آلاف القتلى وفرار 410 آلاف نحو الحدود مع بنغلاديش.
ولم تستطع المجموعة الدولية رغم الأموال الهائلة المرصدة، من الحد من ظاهرة الإرهاب العابرة للأوطان، حيث لازالت تفتك بآلاف الأرواح سنويا، أمام تواطؤ دولي فاضح، خاصة وأنها تستغل في تنفيذ أجندات جيوسياسية.