الكرد يريدون الانفصال عن العراق وتكوين دولتهم الخاصة بهم، لكن حدود دولتهم التي يطمحون إلى تأسيسها تتعدى حدود إقليم كردستان الآن، حيث يصرون على ضم ّ كركوك لسبب بسيط وهو غناها بالنفط فضلا عن موارد اقتصادية أخرى هائلة.
في الحقيقة ما ظلّ يعرقل انفصال أكراد العراق طول السنوات الماضية هو الاقتصاد،إذ لا يملك الكرد مرتكزا اقتصاديا تتكئ عليه دولتهم الجديدة، لذلك لا بد لهم من الذهاب أبعد من حدودهم ليجدوا تلك “العكازة” التي يتوكأون عليها وليهشوا بها فقر دولتهم، والذهاب إلى أقرب منطقة غنية اقتصادياً وضمها لضمان قيام هذه الدولة، وهي كركوك، فهي آخر منطقة في الشرق الأوسط يتوقع أن ينضب بها النفط، فضلاً عن الموارد الاقتصادية الأخرى.
ما يخدم الكرد لضم كركوك هو وجود سكان كرد فيها، لكن وإذا عدنا إلى التأريخ القريب ا فستكون هذه المنطقة عربية نسبةً الى احصاء عام 1998 الذي شكل العرب فيها نسبة 72 بالمئة بينما شكلت باقي المكونات مجتمعة نسبة 27 بالمئة فقط.
هذا كله ينفي الهوية الكردية لكركوك التي يحاول ان يضمها الكرد، ويثبت بأن كركوك عراقية وأبنة العراق ولكل المكونات، وتركيبتها السكانية تتغير حسب تغير الحكم في العراق، تركمانية عندما كان العثمانيون يحكمون العراق، وكردية عندما كان عبد الكريم قاسم كردي الاصل يحكم العراق، وعربية عندما كان صدام حسين يحكم العراق.
ما يحدث في كركوك اليوم ليس غريباً او مستعجباً، فهذه هي فرصة الكرد لانتزاع “عكازتهم” الاقتصادية خاصة وانهم يعتقدون بانهم يملكون القوى الكافية لإيقاف الحكومة العراقية اذا ما وقفت بوجههم.