بدأ سكان ولاية فلوريدا الأميركية تقييم حجم الأضرار التي سببها الإعصار إيرما الذي ترك مروره ملايين الأشخاص دون كهرباء، وأدى إلى إغلاق الطرقات ما نتج عنه عرقلة السكان للوصول إلى منازلهم.
خلف الإعصار دمارا كبيرا، بحسب حاكم فلوريدا ريك سكوت، الذي قام بجولة تفقدية بالمروحية فوق الجزر التي ضربها الإعصار، وجرى خفض حصيلة الضحايا إلى قتيلين بعد الإعلان سابقا عن مقتل ثلاثة أشخاص في حوادث سير.
وقال سكوت خلال مؤتمر صحفي “ما شاهدناه مروع، هناك الكثير من السفن التي غرقت وانقلبت كل المنازل النقالة”، مضيفا أن شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء كلها معطلة، وأن “الطريق نحو إعادة الإعمار ستكون طويلة”.
وأكد أن عودة السكان البالغ عددهم نحو ستة ملايين لن تجري بسرعة بمجرد مرور العاصفة، وقال “هناك خطوط كهرباء على الأرض في كل أنحاء الولاية، وطرقات لا يمكن لأحد أن يسلكها وركام في كل مكان”.
وقال خبراء التأمين إن حجم الأضرار في الولاية قد يصل إلى ستين مليار دولار، وهو أقل مما كان متوقعا في بداية الإعصار.
وفي سياق آخر، قال المركز إن الإعصار خوسيه فقد جزءا من قوته وسيضعف تدريجيا ليتحول إلى عاصفة مدارية في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.
الدّور على الفلبين
قتل أربعة أشخاص على الأقل وفقد ستة آخرون جراء عاصفة تسببت بفيضانات في بعض مناطق العاصمة الفلبينية مانيلا والأقاليم القريبة. وتسببت السيول في إغلاق الأسواق المالية ومكاتب حكومية ومدارس.
ورفع مكتب الأرصاد الجوية مستوى التحذير من العواصف في منطقة مانيلا و19 إقليما في لوزون مع وصول عاصفة مدارية مصحوبة برياح سرعتها 60 كيلومترا في الساعة أمس إلى إقليم كويزون الشرقي.
وألغيت رحلات جوية مع تحذير خبراء الأرصاد من سقوط مزيد من الأمطار. وعلقت سلطات النقل عمليات الموانئ في مدينة باتانجاس وفي لوسينا بإقليم كويزون.
الطقس المتطرف آخذ في الاتساع
يقول الباحثون إن الطقس المرعب الذي اجتاح منطقة الأطلسي هو مجرد مثال بسيط على ما سيأتي بعد.
ويشير خبراء المناخ إلى أن الأعاصير الثلاثة المدمرة -هارفي وإيرما وخوسيه- التي ضربت الأميركتين في الأسابيع الأخيرة ليست مصادفة، بل هي دليل على نشاط الاحترار العالمي.
وكان العلماء في جامعة إيست أنجليا البريطانية قد حذروا بالفعل من أن الاستجابة للأعاصير الأخيرة تظهر مدى عدم الجاهزية المرعبة التي يعيشها العالم لمثل هذا النوع من الظواهر الجوية القاسية التي ستصبح أكثر شيوعا كلما زادت حرارة الأرض.
ولكنهم يحذرون أيضا من أن مجموع الأعاصير يمثل تحذيرا خاصا من الأضرار التي لحقت بالبيئة. والأهم من ذلك هو أن آثار الطقس التي تبطئ في العادة الأضرار الناجمة عن هذه النوعية من الأعاصير من المرجح أن تتوقف، وهذا يعني ليس فقط أنه سوف تحدث أعاصير أكثر خطورة، ولكنها من المرجح أكثر أن تتسلسل معا بهذه الطريقة أكثر من أي وقت مضى.
ماكرون في سان مارتان بعد غوادلوب
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، إلى غوادلوب، محطته الأولى في زيارة ستقوده كذلك للجزر الفرنسية المتضررة من إعصار إيرما. وكشف ماكرون خلال مؤتمر صحفي عن الاستعدادات التي تقوم بها الدولة الفرنسية من أجل مساعدة منكوبي الإعصار، مؤكدا بأن “العودة للحياة الطبيعية في هذه المناطق هي “أولوية قصوى”.