توقع خبراء في الشأن الأمني، فرار بقايا تنظيم داعش الإرهابي نحو الصحراء، والاختباء تحت الأرض واللجوء للعمليات السرية، بعد وقع الهزائم المتلاحقة في العراق وسوريا، وقالوا إن المساحة التي يسيطر عليها لا تتجاوز 15 بالمائة مقارنة بما كان عليه الحال سنة 2015.
كشفت تقارير أمنية، أن تنظيم داعش الإرهابي، الذي انطلق من العراق في نهاية عام 2014 كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد، لكنه اليوم خسر 90 بالمئة من المساحة التي كان يسيطر عليها وبينها مدينة الموصل.
وفي سوريا، أرغم التنظيم الإرهابي على الانسحاب من 60 بالمئة من الرقة التي أعلنها عاصمته في الشمال، أمام الهجمات التي شنتها قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف كردي عربي تدعمه واشنطن.
ويتحصن حاليا في آخر مواقع له في دير الزور، آخر محافظة تخضع لسيطرته في شرق البلاد، حيث أعلن الجيش السوري اختراق الحصار الذي يفرضه التنظيم الإرهابي على المدينة منذ عامين.
وقال فابريس بالانش المختص في الشؤون السورية في جامعة ليون الفرنسية، إن تنظيم داعش الإرهابي “بعد أن كان يسيطر على نصف أراضي سوريا، لم يبق بيده منها سوى 15 بالمائة اليوم”.
وأضاف أن “ذلك يمثل أقل بثلاث مرات من (المساحة) التي يسيطر عليها النظام السوري وتشكل 50 بالمئة من البلاد التي دمرتها الحرب وأقل من تلك التي تسيطر عليها القوات الكردية وتوازي 23 بالمئة من البلاد.
وقال لودوفيكو كارلينو، المختص في الحركات الإرهابية من مركز بحوث “اي اش اس ماركيت” إن “مشروع تنظيم داعش الإرهابي، تم احتواؤه (في العراق وسوريا)، لكنه لم يهزم” بشكل نهائي .
وتابع، حتى وإن كان لهزيمته في الرقة التي كانت مع الموصل “رمز” مشروعه المزعوم، “تأثير كبير على دعايته الإعلامية”، فإنه سينكفئ الى الصحراء العراقية-السورية الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية.
الاختباء تحت الأرض
وأكد كارلينو، أن وادي الفرات الممتد من محافظة دير الزور حتى القائم في غرب العراق، سيصبح “قاعدة لانطلاق عمليات التنظيم الإرهابي الذي سيعود للاختباء تحت الأرض”.
وقال قادة في قوات التحالف الدولي إن مابين 5 إلى 10 آلاف إرهابي وقيادي في التنظيم فروا من الرقة لإعادة تجميع صفوفهم في وادي الفرات.
وأشار كارلينو إلى أن التنظيم الإرهابي “نقل جميع مؤسساته الإدارية” إلى تلك المنطقة التي تمتد 160 كيلومترا ويسيطر فيها على حقول نفطية تؤمن له عائدات مهمة.
وأوضح أن “الموارد النفطية الشهرية التي يحصل عليها التنظيم انخفضت بنسبة 88 بالمائة وتلك المتأتية من الضرائب والمصادرات بنسبة 79% مقارنة بسنة 2015”.
معركة واد الفرات
وتجري حاليا استعدادات لمعركة وادي الفرات، وتخطط قوات مختلفة بينها الجيش السوري، والقوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية العربية الكردية بدعم أميركي، لتطويق التنظيم في هذه المنطقة حيث تفيد مصادر عسكرية في التحالف الدولي أن الإرهابيين بدأوا بحفر الانفاق وزرع المتفجرات وتجهيز مركبات مفخخة.
ويرى بالانش أن “معركة الرقة في حكم المنتهية، واستعادة الجيش السوري كامل دير الزور هي التي ستشكل منعطفا حقيقيا”.
وفي دير الزور، يعاني السكان تحت حكم التنظيم الإرهابي من الجوع ونقص الماء والكهرباء، ويخشون مصيرهم بعد المعركة، ويرى الخبراء أنه في غياب جهود حقيقية لتحقيق المصالحة، قد تبرز الانقسامات القومية والطائفية التي رسخها التنظيم الإرهابي لتجنيد الناس في صفوفه.