اعتبر رئيس جماعة الحسيمة، محمد بودرا، أن مدينة الحسيمة تحتاج إلى قرار سياسي شجاع يتضمن مصالحة متعددة الأطراف، مطالبا بـ«مصالحة الشجعان وليس بالسب والقذف الذي يمارسه الجبناء”، وفق تعبيره.
وقال بودرا في تدوينة له بعد صمت طويل عن الكلام: “نحن سكان الحسيمة تعبنا من هذا الوضع الاستثنائي الذي أرهق الجميع”، مضيفا بالقول: “أطفالنا مقبلون على الدخول المدرسي الجديد، نريد أن يعود الهدوء والاطمئنان لمدينتنا”.
المسؤول المحلي المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، كان قد أوضح بأنه يأمل في أن يستجيب الملك لمطالب السكان، مشيرا إلى أنه رغم الاعتقالات والحضور الأمني المكثف بالحسيمة، إلا أن هناك أمل لإطلاق سراح المعتقلين، حسب تدوينة سابقة له.
إلى ذلك، عادت أجواء التوتر إلى منطقة الريف بعد هدوء نسبي، حيث عاشت مدينة إمزورن، أمس الأول، لحظات توتر واحتقان شديدين بين السلطات الأمنية ونشطاء الحراك، بعدما شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين الذين احتشدوا من مناطق مختلفة بالريف في مسيرة بالمدينة المذكورة
أزمة ثقة بين العرش و الشعب
في ذات السياق، كتب علاء الدين بنهادي، وهو دبلوماسي مغربي سابق، وأستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، مقالا جاء فيه ان “حراك الريف”، كشف عن مأزق سياسات المؤسسة الملكية في التعاطي مع الأزمات، وهو ما يفسر، من وجهة نظره، حالة السكون والتخبط التي أصبحت تطبع سلوكها منذ فترة، وتفضيلها سياسة كسب الوقت.
ويضيف بنهادي إن السلطة تراهن اليوم “على انهيار نفسية شباب الحراك واستسلامهم، رغبا أو رهبا، وعلى الطبقة الاجتماعية الحليفة لها، النافذة اقتصاديا، وكذلك على أحزاب لم تعد تقوى على الحياة بعيدا عن حبل تغذية النظام لها لفقدانها الشرعية الشعبية والمصداقية السياسية، وأيضا على شريحة من عامة الناس ذوي الوعي والسلوك المتدني، ولجوئها أيضا لسياسة اللامبالاة القاتلة التي تتصرف بها دائما حينما لا تجد مخرجا لأزماتها أو إمعانا في القتل البطيء والصامت، المعنوي والاجتماعي، لمعارضيها”.
وأضاف الكاتب “لقد أضحت المؤسسة الملكية اليوم بشأن أزمة الريف ضحية سياساتها،خاصة بعد الدور الذي لعبته ولا تزال في إضعاف مصداقية المؤسسات الحزبية وصناعة بعضها، لتبقى قوية بمفردها متحكمة في المشهد السياسي، ومأثرة في دور منظمات المجتمع المدني والنقابات، وفي استمالة النخب الفكرية والحقوقية والمثقفة والاستحقاقات الانتخابية، كل هذا ساهم في تعميق الهوة بينها وبين المجتمع وأفقدها الجدية، بل الأخطر من ذلك أنها وجدت نفسها وجها لوجه أمام الأزمات البنيوية التي تسببت فيها منذ عقود، ولم تجد طرفا واحدا اليوم، من الحكومة والأحزاب التي أصبحت كلها تدين لها بالولاء بصفة عمياء أو كثيرمن منظمات المجتمع المدني التي هي الأخرى توجهها مراكز النفوذ ودوائر السلطةالأمنية، لم تجد من ينقذها من المأزق الذي أوقعت نفسها فيه سواء في الريف أوفي جل مناطق البلاد المضطربة.