تعهد جيش ميانمار (بورما) بالمضي قدما في حملته العسكرية ضد الروهينغا، في ظل غياب ضغط دولي جاد لوقف المجزرة التي يرتكبها بحق الأقلية المسلمة. في وقت توجهت وزيرة الخارجية الإندونيسية إلى ميانمار لإقناع المسؤولين هناك بوقف العنف.
قال رئيس أركان جيش ميانمار، إن ما تقوم به قواته هو “إنهاء لمهمة بدأ تنفيذها منذ أيام الحرب العالمية الثانية”، متجاهلا بذلك التنديدات الحقوقية للفظائع التي ترتكبها قواته.
وقال عثمان حميد من منظمة العفو الدولية (أمنستي)، إن “حكومة ميانمار تنظر إلى الروهينغا والمليشيات المسلحة في أراكان على أنها خطر على سيادتها” ولذلك شنت هجمات انتقامية بحقهم امتد أثرها إلى كل قومية الروهينغا، مضيفا أن هذه ليست أولى الهجمات التي ينتهك فيها جيش ميانمار حقوق الإنسان.
وقال متحدث باسم أمنستي، إن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش في ميانمار “تكتنفها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الروهينغا، يمكن أن تعد جرائم ضد الإنسانية”.
انتقاد صمت سان سوكي
انتقدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بشؤون حقوق الإنسان في ميانمار، يانغهي لي، الزعيمة البورمية أون سان سوكي، لفشلها في حماية مسلمي الروهينجغا في بلادها.
وقالت لي إن الوضع في مقاطعة راخين “خطير فعلا” وكان على سو كي أن تتدخل.
ولا تعد سو كي، التي عاشت تحت الإقامة الجبرية في السنوات التي سبقت التحول الديمقراطي في البلاد، رئيسة للبلاد، ولكن ينظر إليها بشكل واسع على أنها رئيسة الحكومة والحاكم الفعلي للبلاد.
دعوة للتحرك
من جهته، دعا الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى ضرورة “اتخاذ خطوات عملية وليس مجرد بيانات استنكار”. وكلف وزيرة خارجيته ريتنو مرسودي بالتوجه إلى ميانمار للتحاور مع مستشارة الدولة (رئيسة الحكومة) أونغ سان سو تشي لبحث “محنة” مسلمي الروهينغا ووقف أعمال العنف ضدهم.
اللجوء والإغاثة
تواصِل أفواج المشردين الروهينغيين اللجوء نحو حدود بنغلاديش طلبا للأمان بعدما فقدوا منازلهم وممتلكاتهم والمئات من ذويهم جراء ملاحقة الجيش الميانماري لهم بإطلاق الرصاص عليهم.
وأدى التدفق المستمر لمسلمي الروهينغا إلى بنغلاديش عقب العنف الطائفي الذي يتعرضون له إلى امتلاء كل المخيمات.
وأعلنت الأمم المتحدة امس الاثنين أن 87 ألف شخص معظمهم من الروهينغا المسلمين هربوا من أعمال العنف في ميانمار ولجأوا إلى بنغلاديش المجاورة، وذلك منذ 25 أوت الماضي.
وفي وقت سابق، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 73 ألفا من الروهينغا فروا من أراكان إلى بنغلاديش بسبب الانتهاكات الأخيرة.
واضطر عدد من منظمات الإغاثة الدولية أمس إلى وقف أنشطة تقديم المساعدات الإنسانية للمخيمات التي تقيم فيها أعداد كبيرة من مسلمي الروهينغا خشية تعرضهم لمخاطر أمنية من قبل قوات الجيش والمليشيات البوذية في ميانمار.
تظاهرة منددة في الشيشان
تجمع آلاف المتظاهرين امس الاثنين في غروزني عاصمة الشيشان بدعوة من قائد هذه الجمهورية الواقعة في القوقاز رمضان قديروف، للاحتجاج على اضطهاد اقلية الروهينغا المسلمة في بورما.
وقال قديروف امام الحشد الذي تجمع في العاصمة الشيشانية “اوقفوا حمام الدم. نطالب بمعاقبة الجناة وفتح تحقيق في جرائم ضد الانسانية”.