أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، أمس، أن بلاده تواجه تحديات أمنية معتبرة، تستدعي إشراك أكثر من قطاع، وأفادت المصالح الأمنية الفرنسية أنها لم تكن تعلم بشأن نشاط الخلية الإرهابية المسؤولة عن هجمات برشلونة، الأسبوع الماضي.
قال جيرار كولومب، إن السلطات الفرنسية لم تكن على دراية بوجود الخلية التي نفذت هجمات في برشلونة وكامبريلس، الأسبوع الماضي. قال الوزير لمحطة (بي.إف.إم) التلفزيونية، أمس، “لم نعرفهم... كانوا جميعا من إسبانيا”. وأضاف أنه سيجتمع مع نظيره الإسباني اليوم.
أكد كولومب أن تقارير إعلامية سابقة تفيد بأن السيارة التي نفذت الهجوم في كامبريلس رصدتها كاميرا مراقبة وهي تسير بسرعة في منطقة باريس لكنه قال إن السلطات لم تكن تعلم في هذه المرحلة سبب وجود السيارة هناك.
أفادت التحقيقات الأولوية، بأن عنصرين من الخلية الإرهابية، قصد العاصمة باريس وقاما بشراء عدة مقتنيات من متجر ضخم، قبل 48 ساعة من تنفيذ العملية الإرهابية. في المقابل، أكد وزير الداخلية الفرنسي، أن غالبية المرشحين للعودة من مناطق القتال بسوريا والعراق، نساء وأطفال، بعدما هلك معظم الإرهابيين الذي انتقلوا من فرنسا في المعارك.
بشأن كيفية التعامل معهم، بعد العودة، أفاد الوزير بأن وزارة العدل الفرنسية، تحضر لإجراءات قضائية وإصدار أحكام بحسب الحالة، إلى جانب وضع سياسة الادماج وإعادة التأهيل داخل السجون مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمكافحة انتقال الفكر المتطرف لأناس آخرين.
إحباط 9 عمليات إرهابية
كشف وزير الداخلية الفرنسي، أن قوات الأمن أحبط 9 عمليات إرهابية منذ مطلع العام الجاري، وحجمت من اضرار كبيرة وخطيرة كانت ستحدثها لو نجحت.
حاول جيرار كولومب، طمأنة الرأي العام الداخلي الفرنسي، بشأن نشاط قوات الأمن وعملها المنسق لمكافحة الإرهاب، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود 18 ألف شخص مدرج على قائمة الإرهاب المعرفة باسم “أس”. اعتبر أن العدد واسع ويشكل تحديا أمنيا حقيقيا، وقال “هذا يبين أننا مطالبين بالحذر الشديد” وكشف أن 12 ألف شخص تجري مراقبتهم بصفة دائمة ونشيطة.
بشأن عملية “سنتينال”، التي تلقى الكثير من الانتقادات، أعلن أنها ستخضع لإعادة نظر خلال مجلس الدفاع المقبل، لتصبح أكثر مرونة في التدخل السريع ورد الفعل. أشار إلى تقسيم 7 آلاف عنصر التابعين للعملية، إلى فوجين، الأول يحرس مواقع ونقاط ثابتة، والثاني يتولى التغطية الأمنية للأحداث الكبرى والتدخل السريع عن وقوع هجمات إرهابية .
خطر آخر
في المقابل، كشف وزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب، أن ثلث المدرجين على قائمة التنبيه من الوقاية والتطرف، يعانون من اضطرابات نفسية. وأوضح كولومب، أن القائمة تضم 17 ألف و400 شخص، يخضع ثلثهم للعلاج في مصحات نفسية. اعتبر أن الخطر الحقيقي، الذي يمثله هؤلاء يتمثل في تقليدهم للطرق المعتمدة حديثا من قبل الإرهابيين، لتنفيذ أعمال عنف. وأكد إشراك وزارة الصحة للقيام بجرد شامل لكافة المترددين على المراكز العلاجية المتخصصة في الطب النفسي، “لأن عقولهم ضعيفة ويجب التعامل معهم بحذر شديد”.