إسرائيل تتعنّت وترفض رفع البوابات الإلكترونية

مساع دبلوماسية لتطويق أزمة الحرم القدسي قبل أن تنفجر

 أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تزيل البوابات الإلكترونية التي تسبب تركيبها خارج المسجد الأقصى في اشتباكات دموية، معتبرة أنها ربما تقلل من استخدامها.
قال وزير التنمية الإسرائيلي إن البوابات ستبقى، معتبراً أن الفلسطينيين لهم الخيار في دخول المسجد من عدمه.
أكدت مصادر الأوقاف الفلسطينية رفضها قيام شرطة الاحتلال بتثبيت كاميرات على الجسر الحديدي المواجه لباب الأسباط كإجراء قد يستكمل ببوابات كشف المعادن التي يحتج بسببها الفلسطينيون.
من جانبه قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركز لحركة فتح، إن الدخول إلى المسجد الأقصى قضية إسلامية بحتة، لا يحق لإسرائيل أن تتدخل فيها.
وقال: «قضية الكاميرات تعتبر خطوة تراجعية بسيطة ولكنها مرفوضة من جانبنا، قضية الدخول إلى المسجد الأقصى قضية إسلامية بحتة تقوم بها دائرة الأوقاف الإسلامية وسدنة المسجد الأقصى لا حق لإسرائيل أن تتدخل بشكل من الأشكال». إلى ذلك عقد مجلس الأمن جلسة خاصة لبحث سبل التهدئة في القدس، في ظل التصعيد الإسرائيلي.
الجامعة العربية تؤجل اجتماعها
 هذا وأجلت جامعة الدول العربية الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة بشأن القدس إلى الخميس المقبل، في حين يعقد علماء الأزهراليوم اجتماعا طارئا لبحث انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى.  قالت مصادر إن تأجيل الاجتماع العربي الطارئ جاء بناءً على طلب عدد من الدول العربية لانشغال الوزراء بأمور داخلية داخل بلادهم.
قال محمود عفيفي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط -في بيان صحفي- أن التأجيل «جاء لضمان مشاركة أكبر عدد من السادة الوزراء»، مشيرا إلى أن الاتصالات التي جرت على مدار اليوم شهدت أيضا التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي التي اتفقت على أن يعقد اجتماعها الوزاري الخاص بتناول هذا الموضوع الأسبوع المقبل. من جهته، دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب هيئة كبار العلماء إلى اجتماع طارئ اليوم الثلاثاء لبحث انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى المبارك.
مبعوث أمريكي لنزع فتيل أزمة
 وصل إلى اسرائيل، أمس، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في محاولة لتخفيف التوترات بشأن الاجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها دولة الاحتلال الاسرائيلي على مداخل الحرم القدسي وتسببت في انفجار الوضع. تأتي زيارة جيسون غرينبلات بعد أكثر من أسبوع من التوترات المرتبطة بالحرم القدسي والذي يعد في قلب النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي. فبعد هجوم وقع في 14 جويلية وأسفر عن مقتل عنصري شرطة اسرائيليين، نصبت سلطات الاحتلال بوابات لكشف المعادن على مداخل الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة.  يرى الفلسطينيون في الاجراءات الأمنية الأخيرة محاولة اسرائيلية لبسط سيطرتها على الموقع وهو ما دفعهم إلى رفض دخول الحرم القدسي وباتوا يؤدون صلواتهم في الشوارع المحيطة.  تزعم السلطات الاسرائيلية أن منفذي عملية 14 جويلية هربوا مسدسات إلى الحرم وانطلقوا منه لمهاجمة عناصر الشرطة. وتخللت الاحتجاجات الفلسطينية صدامات أسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين وثلاثة اسرائيليين.
اتساع رقعة التوتر
في العاصمة الأردنية عَمّان، رفعت حادثة وقعت ليل الأحد منسوب القلق بشأن احتمال اتساع رقعة العنف في القدس، حيث أفاد مسؤولون اسرائيليون أن حارسا اسرائيليا قتل أردنيين اثنين بزعم ان أحدهما هاجم أحد مواطنيها داخل مبنى السفارة.
في قطاع غزة، قصفت مدفعية اسرائيلية، امس الاثنين، موقعا تابعا لحركة حماس بعدما سقط ما يعتقد أنه صاروخ أطلق من المكان في منطقة غير مأهولة في اسرائيل.
في خضم التشبت الاسرائيلي بالاجراءات الرقابية التي بسطتها على مداخل الحرم القدسي، يبدو أن الوضع مرشح لمزيد من التصعيد، وربما الى انفجار انتفاضة جديدة.ومعلوم أنه كثيرا ما تثير الاجراءات الاسرائيلية في الحرم القدسي ومحيطه غضب الفلسطينيين.
ففي العام 2000، ساهمت زيارة زعيم المعارضة آنذاك ارييل شارون إلى الحرم في إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي دامت أكثر من أربعة أعوام. يقع الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها اسرائيل بعد حرب 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024