قال مستشار رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، لحسن لحريطاني، أن محاكمة معتقلي أكديم ازيك لم تستوف أدنى شروط القضاء الحيادي النزيه، وأكد أنها مسرحية استغلها الاحتلال المغربي لمعاقبة صحراويين يطالبون بتقرير المصير، مشددا على أن الأحكام الجائرة لن تقلل من عزيمة الشعب الصحراوي في مواصلة الكفاح.
اعتبر لحريطاني أن الأحكام التي أصدرتها محكمة سلا المغربية بحق المعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة اكديم ازيك، الأسبوع الماضي، توجت آخر فصول «مسرحية فلكلورية» للاحتلال المغربي.
قال مستشار الرئيس الصحراوي، أمس، في ندوة صحفية بالجزائر العاصمة، أن» المغرب حاول أن يعطي الانطباع بأن محاكمة المعتقلين تراعي شروط القضاء العادل، مستعينا بمسلسل تأجيلات غير مبررة، ولكنه أثبت في النهاية أنه لم يقم سوى بمسرحية». أوضح أن الأحكام الصادرة والتي تتراوح مابين المؤبد وسنتين، لا تختلف أبدا عن المحاكمة العسكرية التي جرت سنة 2013 وتم تحويلها للقضاء المدني تحت ضغط المنظمات غير الحكومية.
أفاد المتحدث، أن المحاكمة المدنية التي جرت بالرباط، شهدت تجاوزات خطيرة، فاقت ما جرى في المحكمة العسكرية، حيث «زورت الشهادات، وسحبت التصريحات تحت التعذيب ورفض استلام الوثائق التي أصدرتها المنظمات الدولية لإثبات التعذيب».
لفت لحريطاني، إلى أن المحاكمة باطلة مبدئيا وقانونيا، على اعتبار» المعتقلين ينتمون إلى إقليم خارج سيادة المغرب ويقع تحت الاحتلال ويفترض أن تجري محاكمتهم هناك وليس بالرباط».
في المقابل، أشاد مستشار الرئيس الصحراوي، بشجاعة المعتقلين وقوتهم الخارقة في الصمود ومواجهة العدوان، وأكد استماتة الشعب الصحراوي في الكفاح حتى تقرير المصير.
قال لحريطاني، أن ما تعرض له معتقلو اكذيم ازيك، هو محاكمة سياسية اتخذها المغرب كعقاب لمواطنين صحراويين يطالبون بالحق في تقرير المصير والاستقلال. معلنا عن مراسلة جبهة البوليساريو والقيادة الصحراوية لكافة المنظمات الدولية من أجل اتخاذ موقف من الممارسات القمعية للاحتلال المغربي.
المغرب مرتبك
من جانبه، قال السفير الصحراوي بالجزائر، حمودي بشريا بيون، أن» الأحكام الثقيلة بحق المعتقلين، كانت تهدف لتخويف كل صحراوي يطالب بتقرير المصير والاستقلال»، وأفاد بأن عزيمة الشعب الصحراوي كبيرة جدا وما صدر عن محكمة سلا، يضاف إلى التضحيات التي يقدمها في سبيل الحرية.
أوضح أن ما حدث للمعتقلين السياسيين أثناء المحاكمة، عبارة عن تقليد استعماري معتمد منذ عقود، «لأنه يشبه ما كانت تقوم به فرنسا وأمريكا في الفيتنام والجزائر، ونظام الابارتيد في جنوب إفريقيا».
قال إن الأحكام الجائرة تعكس ارتباكا يعيشه الاحتلال المغربي، نظرا للضربات التي تلقاها على مستوى الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي مؤخرا، إلى جانب تخوفه من المبعوث الأممي الجديد إلى المنطقة. أكد سعي القيادة الصحراوية بشكل حثيث، لإصدار آلية دولية لمراقبة حقوق الإنسان، في الاراضي المحتلة وإعادة جميع هياكل بعثة المينورسو.
أكد أن معاناة الصحراويين مع الاحتلال المغربي لأزيد من 40 سنة يتحملها مجلس الأمن الدولي، الذي لم يتحمل مسؤوليته ولم يطبق قراراته بسبب الفيتو الفرنسي.
الاتحاد الأوروبي مطالب بالتدخل
دعا الوزير الصحراوي ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا محمد سيداتي، أمس، الاتحاد الاوربي إلى « التدخل العاجل والصارم»، لدى المغرب من أجل وضع حد لـ « تصعيد القمع» الممارس على الصحراويين ودفعه الى وقف سياسة» الاحتلال» و» الاضطهاد».
في رسالة وجهها الى رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فديريكا موغيريني أكد المسؤول الصحراوي يقول: «نطلب من الاتحاد الأوروبي التدخل العاجل والصارم لدى المملكة المغربية من أجل وضع حد لتصعيد القمع ووقف سياسة الاحتلال والاضطهاد».