تتواصل ردود الفعل المنددة بالحكم القضائي المغربي «المهزلة» الذي أصدره المحتل المغربي في حق المعتقلين السياسيين الصحراويين الـ23 من مجموعة «أكديم ازيك» ضحية التعسف و سياسة الإبادة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بالصحراء الغربية. بعد سبع سنوات من الاعتقال وسبعة أشهر من المحاكمة المترنحة (31 جلسة) تم تسليط أحكاما تتراوح ما بين سنتين سجنا والسجن المؤبد على المناضلين السياسيين الصحراويين.
لم تراع في هذه الأحكام، أدنى القوانين الدولية وأعراف القضاء الدولي وحق السجين والمعتقل في الدفاع عن نفسه بعد أن ذاق الضحايا المسجونين التعذيب والاستنطاق تحت وطأة القوة. كد رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي أن الأحكام الصادرة في حق معتقلي «أكديم إزيك» لن تثني الصحراويين عن مواصلة كفاحهم المشروع في الحرية وتقرير المصير. قال في كلمة أمام السلطات الجهوية والمحلية لولاية الداخلة خلال الجولة التي قادته إليها رفقة أعضاء من الأمانة الوطنية والحكومة «أنها أحكام تثبت العزلة والفشل الذي يتخبط فيه النظام المغربي جهويا وإقليميا ودوليا».
تنديد دولي
في ردود الفعل الدولية الواسعة، أدانت منظمة العفو الدولية حكم القضاء المغربي الجائر في حق المعتقلين، وأكد أن محاكمة تميزت بغياب «تحقيق جاد حول التعذيب الذي خضعت له المجموعة من طرف القوات المغربية من أجل انتزاع الاعترافات». أشارت المنظمة غير الحكومية في بيان جديد لها أن «المحكمة المغربية أدانت المناضلين الصحراويين الـ 23 دون التحقيق في عنصر أساسي في المحاكمة وهو التعذيب الذي خضع له المحكوم عليهم أثناء استنطاقهم».
من جانبها، شجبت تنسيقية جمعيات الجالية الصحراوية بفرنسا، في بيان لها الأحكام الصورية والجائرة في حق المعتقلين السياسيين الصحراويين وأكد بيان لها انعدام الاستقلالية لدى جهاز القضاء المغربي وانسياقه الفاضح خلف توجه الأجهزة الأمنية والإستخباراتية.
نددت لجنة التضامن السويدية مع الشعب الصحراوي بالأحكام الجائرة، مؤكدة أن المحاكمة ـ وبحسب شهادة المراقبين الدوليين الذين حضروا أطوارها ـ كانت مجرد مسرحية خالصة، وأن الأحكام صدرت على أساس اعترافات أُخذت تحت التعذيب وشهادات زور.
طالب من جانبه، الاتحاد الوطني للنساء الصحراويات، مطالبا بالإفراج الفوري واللامشروط عن المعتقلين وقال الإتحاد أن الأحكام استمرار لما يطال الجسم الصحراوي من تنكيل واختطاف واعتقال منددا بسياسة التعنت واللامبالاة والاستهتار بحياة الصحراويين.
طالب البيان كافة المنظمات والهيئات الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية وفك الحصار الأمني والإعلامي المفروض على المناطق المحتلة، وفتح الإقليم أمام المراقبين الدوليين.
جبهـــة لدعـــــم القضيــــة
دعا أمس، مسؤولو الحزب الشيوعي الايطالي كافة الأحزاب والتشكيلات السياسية والمتضامنين الى تشكيل جبهة ايطالية موحدة لدعم الشعب الصحراوي وقضيته العادلة. جاء ذلك بمناسبة الاحتفالات بالذكرى السنوية لتأسيس الحزب، والتي عرفت هذه السنة تنظيم عدة أنشطة تضامنية مع قضايا التحرر في العالم خاصة القضيتين الصحراوية والفلسطينية، بحضور أعضاء من الحزب والكتاب والمهتمين، بالإضافة إلى ممثل جبهة البوليساريو بتوسكانا السيد خندود حمدي.