سجلت الوقفة التي نظمتها السفارة الفلسطينية بالجزائر اليوم بمقرها بدالي إبراهيم تحت شعار " الغضب لانتصار القدس و المسجد الأقصى " بمشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية استجابة كبيرة من طرف الطبقة السياسية الجزائرية و المثقفين و الإعلاميين و ممثلي المجتمع المدني و أساتذة الجامعات ...
الوقفة التي احتضنتها السفارة، افتتحت بالاستماع إلى النشيدين الوطنيين الجزائري و الفلسطيني ثم إلى آذان المسجد الأقصى في رد رمزي على قرار منع الاحتلال لرفعه هناك ، تلا ذلك عرض وثائقي قصير تعرّض لنضال و مقاومة المرأة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، ليتداول بعد ذلك ممثلي الفصائل الفلسطينية على الكلمة و اللافت في تلك المداخلات أنها كلها أكدت على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني و مناوراته الخسيسة الرامية إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية من خلال بث الفتنة و الشقاق بين صفوفهم كما أكد الجميع تضامنهم مع إخوانهم المرابطين على أسوار القدس الذي يواجهون عن قرب القمع الصهيوني و يبلون البلاء الحسن في إجهاض مناورات الاحتلال التي كانت أخرها وضع بوابات الكترونية بحجة مراقبة المداخل و المخارج و لكن الجميع اتفق على أن القضية أكبر من مجرد وضع تلك البوابات و لكن الهدف هو بسط إدارة الاحتلال يدها على القدس الشرف و المسجد الأقصى ضمن مسار التهويد و بسط النفوذ و اليد على المقدسات الإسلامية .
ممثلو الطبقة السياسية أكدوا مواقف أحزابهم السياسية في الجزائر على الدعم اللامشروط لكفاح الشعب الفلسطيني و نضاله من اجل إقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس و في هذا الصدد قال ممثل جبهة التحرير الوطني ، عضو المكتب السياسي و الناطق الرسمي باسم الآفلان الصادق بوقطاية أن الأحزاب السياسية في الجزائر يمكنها أن تختلف في كل شيء ما عدا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينينة فإنها تقف على قلب رجل واحد و ذكّر بوقطاية بمواقف الجزائر الثابتة اتجاه الشعب الفلسطيني و دعمها لكفاحه ضد الاحتلال ، من جهته اعتبر بالقاسم ساحلي رئيس حزب التجمع الوطني الجمهوري أن دعم كفاح الشعوب و نضالها ينص عليه الدستور الجزائري و ليست مواقف عابرة و انتقد ساحلي التشرذم الذي تعيشه المقاومة الفلسطينية بسبب ما أسماه الخلط بين الكفاح الوطني الفلسطيني و خدمة أجندات إقليمية زادت من الانقسام الفلسطيني و في هذا الصدد قال ساحلي أن حزبه يدعم كل الفصائل الفلسطينية التي تحارب الاحتلال الصهيوني خدمة للمشروع الوطني الفلسطيني .
السفير الفلسطيني في كلمة اختتامية انتقد بشدة ما أسماها بمقاومة فنادق خمس نجوم و فتاوى الجهاد و القتال في سوريا و ليبيا و غيرها من الدول العربية و أضاف أين أولئك المشايخ و فتاوهم مما يحدث في القدس كما رفض الدكتور لؤي عيسى ربط ما يحدث بالقدس الشريف و الأقصى بالأزمة الخليجية و أكد أن الحاصل لا يعكس بأي شكل من الأشكال و أتهم من يروجون لهذه الرواية بالتقليل من شأن الصراع الحاصل مع العدو الصهيوني و من مقاومة الشعب الفلسطيني ضد سياسات التهويد و الاحتلال ، كما جدد سعادة السفير رفضه الزج بالشعب الفلسطيني في هذه الصراعات مؤكدا أن هذا الأخير يحتاج لدعم ووقوف جميع الدول العربية و الإسلامية دون استثناء بل جميع الأحرار في العالم لأن القضية لها بعدها الإنساني كذلك.
السفير الفلسطيني وفي ختام مداخلته أكد أن الشعب الفلسطيني ليس شعبا انتحاريا خلق ليموت و لكنه شعب يعشق الحياة و يعشق أرضه و يريد أن يحيا ليعيش على أرضه و لكنه أكد أنه إن فرضت عليه الشهادة فانه لن يتوان في تقديم القوافل من اجل الحرية و الأرض و أكد أنه دفع و لا يزال مستعدا للمزيد من التضحيات