أمـام تواصل جهود الوساطـة ودعـوات التهدئة

قائمــة الــدول المقاطعــة لقطــر في توسـع

فضيلة دفوس - الوكالات-

البيـت الخليجــــي مهــدد بمزيــــد مــــن التصــدع

يبدو جلياّ أن رأب الصّدع الذي أصاب البيت الخليجي سوف لن يكون سهلا و لا قريبا، بل على العكس تماما، فالتطورات -كما نتابعها- تشير إلى مزيد من الشرخ والتصعيد، خاصة وأن الدول التي أعلنت مقاطعتها لقطر تلوّح بمزيد من الإجراءات العقابية ضدها، كما أن دولا عربية أخرى وغير عربية بعيدة جغرافيا عن المنطقة، انضمت إلى صفّ السعودية والإمارات والبحرين، وأعلنت إماّ قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر كما فعلت موريتانيا، أو خفضت تمثيلها الدبلوماسي في الدوحة كما قرّرت الاردن، أو ألغت رحلاتها عبر الدوحة إلى دولة الإمارات والسعودية واليمن ومصر كما فعلت الخطوط الجوية الملكية المغربية، بل حتى دولة الغابون دخلت على خط الأزمة ونددت أمس بـ «تقاعس» دولة قطر عن الالتزام بالاتفاقات الدولية بشأن مكافحة  الإرهاب.
هكذا إذن، ورغم جهود الوساطة التي تخوضها دولة الكويت عبر أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي غادر أمس السعودية متوجها إلى الإمارات العربية المتحدة، فإن أي مؤشرات لم تظهر في الأفق كدلالة على تليين مواقف الدول المقاطعة لقطر لقبول الانخراط في حوار معها قصد حلحلة هذه الأزمة التي تزلزل أركان البيت الخليجي وتعصف بمستقبله الوحدوي.
وما نسجّله، هو مزيد من التصعيد وصبّ الزيت على النار، حيث قال أنور قرقاش، وزيرالخارجية الإماراتي أمس إن احتمال فرض مزيد من الإجراءات العقابية على قطر بما في ذلك فرض قيود جديدة على المعاملات التجارية، لا يزال خيارا مطروحا.
السجن للمتعاطف مع قطر
وجاءت تحذيرات قرقاش متناغمة مع التحذير الذي وجهه النائب العام في دولة الإمارات العربية المتحدة المستشار حمد سيف الشامسي من إظهار تعاطف مع دولة قطر على وسائل التواصل الاجتماعي، ملوحا بعقوبة السجن وبفرض غرامة مالية على المخالفين.
حيث حذر الشامسي في بيان» من أي مشاركات قولا أو كتابة على مواقع التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى تحمل أي تعاطف مع دولة قطر أو اعتراضا على موقف الإمارات والدول الأخرى التي اتخذت مواقف حازمة ضد حكومة قطر».
وأضاف أن مخالفة هذه التحذيرات «قد تعرض صاحبها للسجن من 3 إلى 15 سنة وغرامة لا تقل عن 500 ألف درهم» (نحو 137 ألف دولار)..
ومنذ نشوب الخلاف الدبلوماسي تصدرت المواقف المؤيدة لقطر أو المناهضة لها اهتمامات المغردين العرب على تويتر.
كما انخرطت الصحف والمحطات التلفزيونية العربية في الحديث عن دور قطر.
 أقصى ما تريده البحرين  رفع الأذى
أكد رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي «لا تستهدف أحدا بشر  وكل  وأقصى ما تريده  هو رفع الأذى عنها ووضع حد لأي أمر يقوض أمنها واستقرارها أو يهدد سلامة شعوبها».
وشدد رئيس الوزراء  على أن دول مجلس التعاون الخليجي «ترغب في  إسكات كافة منابر الفتنة والتحريض التي تستتر برداء الإعلام تارة وبثوب الحقوق تارة أخرى لتخفي مخططاتها لضرب أمن المنطقة».
وأكد رئيس الوزراء الذي أوردت تصريحاته وسائل الإعلام المحلية أن «قمة الرياض شكلت وثيقة يجب الالتزام بما جاء فيها للمصلحة المشتركة، كما أسست لمرحلة جديدة من التعاون الخليجي والعربي يكون على درجة عالية ومتقدمة تتماشى مع تحديات المرحلة وأخطارها الأمنية والاقتصادية»، مبرزا أن «الخروج عن هذا الإجماع غير مقبول ويجب أن يعلو أمن الخليج العربي واستقراره على كل أمر آخر».
موريتانيا تلحق بركب المقاطعين والأردن يخفض تمثيله
 أعلنت موريتانيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، في وقت أعلن الأردن تخفيض تمثيله الدبلوماسي في الدوحة وسحب التراخيص الخاصة بمكتب الجزيرة في عمان.
وأعلنت وزارة الخارجية الموريتانية في بيان أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية اتخذ في ظل ما وصفته بإصرار قطر على «التمادي في السياسات التي تنتهجها».
وقبل ذلك أعلنت الحكومة الأردنية خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر، وإلغاء تراخيص مكتب قناة الجزيرة في المملكة»، كما طلبت من السفير القطري المغادرة خلال أيام.
الخطوط المغربية تلغي رحلاتها
ألغت الخطوط الجوية الملكيةالمغربية رحلات عبر الدوحة إلى دولة الإمارات والسعودية واليمن ومصر.
وأضافت الوكالة أن الرحلات الجوية للخطوط الملكية المغربية عبر الدوحة إلى تلك الدول لا يمكن ضمانها، وقال قسم خدمة العملاء بالشركة إن تلك الرحلات لم تعد متاحة.
الغابون  يدخل على خط الازمة
نددت الغابون، أمس، بـ «تقاعس» دولة قطر عن الالتزام بالاتفاقات الدولية بشأن مكافحة الإرهاب.
وقالت وزارة الخارجية الغابونية «نندد بدولة قطر التي باتت مقاطعة من قبل دول عدة لتقاعسها عن احترام الالتزامات، والاتفاقات الدولية بشأن مكافحة الإرهاب».
وأضاف البيان، أن «الغابون قلقة إزاء استمرار دعم قطر للجماعات الإرهابية».  
ترامب يصب الزيت على النار
دخل الرئيس الاميركي دونالد ترامب على خط الأزمة ليصب الزيت على نار الخلاف المشتعل، معلنا تأييده للإجراءات العقابية بحق قطر. وقال في تغريدة على تويتر إن دول الخليج قالت «إنها ستعتمد نهجا حازما ضد تمويل التطرف وكل الدلائل تشير إلى قطر». وأضاف «قد يكون ذلك بداية نهاية رعب الإرهاب».
وطرحت تصريحات ترامب هذه أسئلة حول مستقبل قاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تضم نحو عشرة آلاف جندي أميريكي وتعتبر المنطلق الرئيسي للضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في سوريا والعراق.
لكن ترامب عاد ودعا في اتصال هاتفي مع الملك سلمان دول مجلس التعاون الخليجي إلى «الوحدة». وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميريكي والعاهل السعودي «ناقشا الأهداف الحاسمة لمنع تمويل المنظمات الإرهابية والقضاء على نشر التطرف من جانب أي بلد في المنطقة».
وأضاف البيان أن ترامب «أكد أن وحدة مجلس التعاون الخليجي أساسية لهزيمة الإرهاب وإرساء الاستقرار في المنطقة».
وردا على تصريحات ترامب التي أيد فيها الإجراءات بحق قطر، اتهم وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل الرئيس الأميركي بتأجيج النزاعات في الشرق الأوسط عبر المجازفة بسباق جديد على التسلح.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024