المحلل السياسي صالح عوض لـ «الشعب»:

الأزمة الدبلوماسية بين الدول الخليجية عميقة وأمدها يطول

حمزة محصول

صراع الزعامة وترتيبات اقليمية وراء التصعيد

 قال المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، صالح عوض لـ»الشعب»، أن أن الأزمة الدبلوماسية بين بعض الدول العربية وقطر، معقدة وسيطول أمدها بالنظر للحدة غير المسبوقة في المعاملة، واعتبر أن الولايات المتحدة باستطاعتها لعب دور أساسي في الوساطة وتلطيف الأجواء.
أوضح عوض، أن تعامل دول السعودية، الإمارات، مصر البحرين غير المسبوقة مع قطر، ترتبط بأسباب سياسية وأدوار استراتيجية ترسبت منذ موجة ما يسمى بالربيع العربي، وأن التغييرات التي عرفتها الساحة الدولية خاصة مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم هيأت الظروف الملائمة لإشهار الخصومة.
وبشأن قوة المبررات التي اعتمدتها الدول المذكورة لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، قال عوض «أكيد ان لدى البلدان المعنية مبرراتها في اتخاذ موقف ازاء سياسة قطر» مضيفا» اما حجم الموقف ودرجة قسوته فتلك مسالة اخرى فمصر اكيد تبحث عن ظرف تنتقم فيه من قطر التي تأوي قادة الاخوان المسلمين الخصوم التقليديين للنظام المصري».
 واستطرد المتحدث  توافق «موقف دولة الامارات العربية مع مصر بشأن معارضة تنظيم الإخوان المسلمين».
وبشأن السعودية قال صالح عوض، «أنها تجد في السياسة القطرية تفلتا عن تسيدها على الخليج وأحيانا تنافسا مزعجا في ملفات عدة حيث يحاول القطريون التحرك بمعزل عن التأثير السعودي».
وفيما يتعلق بالسياق الدولي للأزمة، وتزامنها مع زيارة ترامب الأخيرة للمملكة العربية السعودية، اعتبر عوض أن الرياض رأت نجاح القمة العربية الاسلامية الأمريكية وما تمخض عن زيارة ترامب، أعاد لها ثقلها في المنطقة.
وقال «زيارة ترامب منحت السعودية احساسا بأنها المركز في العالم العربي والإسلامي فلقد تمكنت السعودية من جلب عشرات الرؤساء العرب والمسلمين الى قمة رتبت لها مع ترامب في الرياض».
 وأوضح أن فتيل الأزمة، بدأ عندما هنأت قطر الرئيس الإيراني حسن روحاني عقب فوزه بجولة ثانية للانتخابات الرئاسية وعبرت عن استعدادها لتطوير العلاقات معه.في وقت شددت السعودية على ضرورة تضييق الخناق على النظام الإيراني في بيان قمة الرياض.
وبشأن مباشرة عدد من الدول العربية وتركيا، لعملية وساطة وانفتاح قطر على الحوار، قال صالح عوض «أن الموضوع تؤثر فيه الادارة الأميركية ولن يستطيع باقي الوسطاء فعل الشيء الكثير».
وأوضح أن «مصر والإمارات والسعودية تطلب شروطا تعجيزية على قطر التي تعتبرها فرضا لوصاية عليها، وأن امريكا هي من يمكن تساهم في احتواء الأزمة وتفادي التصعيد».
وتابع عوض»وجود القواعد الامريكية في قطر يشكل ضمانة قوية لها، وتصريحات القائد العسكري الامريكي في المنطقة امس الأول حملت وجه رسالة مهمة، حين اكد عل دور قطر في السلم والأمن في المنطقة».
واستطرد بأن الإدارة الأمريكية غير مستعجلة في معالجة القضية لأن هناك موضوع قطر مهمات استراتيجية اكثر تعقيدا، وتوقع المتحدث أن يكون للأزمة الدبلوماسية مع قطر تداعيات على مختلف الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية على غرار سوريا وليبيا، وقال أنها تعميق للصراع «العربي-العربي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024