يشهد العالَم الاثنين الذكرى السنوية الخمسين لحرب جوان 1967 بين إسرائيل ومصر والأردن وسوريا، وهو الصراع الذي لا تزال آثاره باقية في منطقة يتسم تاريخها المعاصر بالعنف إلى حد كبير. ورغم أن تلك الحرب دامت أقل من أسبوع، فإن إرثها لا يزال واضحا قويا بعد مرور نصف قرن.
اندلعت الحرب ذاتها بضربة إسرائيلية استباقية استهدفت القوات الجوية المصرية، ردا على القرار الذي اتخذته مصر بإغلاق مضيق تيران أمام سفن الشحن الإسرائيلية.
لم تكن إسرائيل تعتزم القتال على أكثر من جبهة، ولكن الحرب سرعان ما توسعت عندما دخل كل من الأردن وسوريا الصراع مؤازرةً لمِصر، وكانت النتيجة مكلفة للدول العربية؛ فبعد ستة أيام فقط من القتال سيطرت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان، والضفة الغربية، والقدس بالكامل.
وأصبحت إسرائيل ما بعد حرب»حزيران « 1967 أكبر بثلاثة أضعاف من إسرائيل ما قبل الحرب، واكتسب الكيان الجديد درجة من العمق الإستراتيجي، واضطر أغلب القادة العرب إلى تحويل هدفهم الإستراتيجي من إزالة إسرائيل من على وجه الأرض إلى إعادتها إلى حدود ما قبل 1967.
من ناحية ثانية، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا يؤجل نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس بهدف تعظيم فرص نجاح المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وفي أول رد فعل إسرائيلي، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن خيبة أمله من القرار، في حين رحب مسؤولون فلسطينيون به، واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن ترامب، بامتناعه عن تنفيذ أحد وعود حملته الانتخابية، اتخذ «خطوة إيجابية هامة ستعزز فرص تحقيق السلام».