توّج اجتماع اللجنة الرباعية حول ليبيا الذي احتضنته بروكسل، بالتأكيد على وحدة وسيادة ليبيا، وضرورة دعم العملية السياسية لتحقيق التسوية وإدانة كل أشكال العنف، وحث الأطراف الليبية على تقرير مصيرهم بأنفسهم بعيدا عن التدخلات الخارجية.
قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني «نشجع كل الأطراف الليبية على الدخول في محادثات بناءة وشاملة». أضافت خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع الرباعية «ليس لأي منا أن يقرر من يفعل ماذا في ليبيا، ولكن علينا التأكد أنه لا يوجد من يعتريه الوهم بأن طرفًا يستطيع هزيمة الآخر. ألقت أحدث الاشتباكات بظلال من الشك على آفاق السلام، رغم الاجتماع الذي عقد في وقت سابق هذا الشهر بين السراج وحفتر في أبوظبي.
قال مبعوث الأمم المتحدة، مارتن كوبلر، في المؤتمر الصحفي المشترك «هذا الهجوم يوضح بجلاء وجود فراغ في الساحة السياسية، لهذا السبب فإن رسالتي هي العودة إلى السياسة».
أضاف « لسنا مضطرين لتجميل الموقف، الجهد السياسي يعتريه الجمود، ولكن نحن جميعًا عبرنا عن تفاؤلنا الحذر». أيد ممثلون عن دول أوروبية وأفريقية وعربية جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، وطالبوا الأطراف المتحاربة بمواصلة المحادثات رغم تفجر موجة جديدة من أعمال العنف.
إدانة لهجوم براك الشاطئ
خلال اجتماع في بروكسل أدان الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، الهجوم الذي استهدف على قاعدة براك الشاطئ الجوية في جنوب البلاد، وقالوا إن هناك مدنيين بين عشرات الضحايا الذين سقطوا.
شددت المجموعة على أن مثل هذه الأعمال من العنف تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي وأنه يجب إخضاع مرتكبيها إلى المساءلة الكاملة. دعت المجموعة كافة الأطراف إلى الامتناع عن المزيد من العنف وعن أي عمل من شأنه أن يقوض الجهود القائمة لإيجاد حل تفاوضي للصراع. أعادت المجموعة الرباعية «التأكيد على التزامها بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية ومؤسساتها المنبثقة عن الاتفاق السياسي الموقع سنة 2015». جددت دعوتها إلى التوقف عن التواصل مع المؤسسات الموازية الموجودة خارج الاتفاق السياسي الليبي. أكدت المجموعة على الحاجة الملحة إلى تسوية سلمية للأزمة السياسية بقيادة ليبية، وأعادت التأكيد في هذا الصدد على رفضها للتهديد أو استخدام الأطراف الليبية للقوة العسكرية وكذلك أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا.
أمريكا تدّعم الحوار اللّيبي
تعهد السفير الأمريكي لدى ليبيا بدعم واشنطن للحكومة الليبية التي تساندها الأمم المتحدة وحث الفصائل المتنافسة على تجنب حرب أهلية وذلك خلال زيارة قصيرة لليبيا، أول أمس. قال بودي للصحفيين «زيارة اليوم توضح التزام الولايات المتحدة المتواصل تجاه حكومة الوفاق الوطني والمصالحة السياسية في ليبيا.»
أضاف «نثني على الحوار الليبي الجاري حول كيفية تشكيل حكومة تحظى بقبول واسع في أنحاء ليبيا». قال السفير الأمريكي « ندعو كل الليبيين إلى تجنب المزيد من الصراعات التي يمكن أن تقود إلى حرب أهلية وتفسح المجال للإرهاب وتزيد من الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية»، وأضاف «نثني على الحوار الليبي الجاري حول كيفية تشكيل حكومة تحظى بقبول واسع في أنحاء ليبيا».