أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، عن قلقه إزاء الهجوم الذي استهدف قاعدة براك الجوية جنوب ليبيا وخلف 141 قتيلا بينهم مدنيين مشيرا إلى أن ذلك قد يرقى الى «جريمة حرب».
في بيان صادر عن المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك نشر على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، قال فيه إن الأمين العام «يشعر بالانزعاج بشكل خاص من ارتفاع عدد القتلى فضلا عن تقارير إجراء عمليات إعدام بدون محاكمة ضد مدنيين والتي قد ترقى إلى جرائم حرب في حال التأكد من وقوعها»، مضيفا «إن استمرار انعدام الأمن في ليبيا يذكر بأنه لا يوجد حل عسكري لحل الأزمة هناك».
ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة أن غوتيريس «يحث جميع الأطراف الليبية على إعادة الالتزام بالحوار السياسي والانخراط البناء من أجل تحقيق الهدف». وحمل البيان ذاته تقدير الأمين العام للأمم المتحدة لجهود عدد من دول المنطقة والدول المجاورة لمساهماتها الرامية إلى تعزيز الحوار بين الجهات المعنية الرئيسية دعما للعملية الشاملة التي تقودها الأمم المتحدة». يذكر أن الهجوم على قاعدة «براك الشاطئ» الجوية في جنوب ليبيا، يوم الخميس، أوقع 141 قتيلا غالبيتهم من العسكريين. أفاد متحدث عسكري، خلال مؤتمر صحفي أن من بين القتلى أيضا مدنيون كانوا يعملون في القاعدة العسكرية الواقعة في منطقة صحراوية على بعد 650 كلم جنوب طرابلس.
خارطة طريق للسلام
أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر عن خارطة طريق لحل الأزمة الليبية اختار لها عنوان «خارطة طريق للسلام». أضاف كوبلر، في تصريحات صحفية أمس الأول، أن الفكرة أتت بعد لقاءات مع مختلف الأطراف الليبية والدول المجاورة التي بينت أن هناك توافقا في الرأي حول المضي قدما في تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، وجميع الأطراف متفقة على وجوب إدخال تعديلات أو تنقيحات محدودة على اتفاق الصخيرات للسماح في التقدم نحو تحقيق السلام والاستقرار.
أكد كوبلر أن كلا من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة يقومان بتشكيل لجان الحوار لتحديد القضايا الرئيسية في الاتفاق السياسي الليبي، والتي تتطلب مزيدا من المحادثات، والاتفاق على جدول أعمال هذه المحادثات والبت في التعديلات اللازمة للسماح بتنفيذ هذا الاتفاق.
شرقي: دور أساسي لدول الجوار
أكد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الافريقي اسماعيل شرقي، أمس، أنه من الطبيعي والبديهي أن يكون للدول المجاورة لليبيا دور أساسي لمساعدة ابناء هذا البلد في تجاوز ازمتهم بالنظر الى عامل الجيرة والى التحديات الأمنية التي تفرض عليهم جراءها.
أوضح شرقي في حديث لقناة فرانس 24 على أهمية دور دول الجوار في مساعدة الليبيين في حل أزمتهم كونهم أول من يتضرّر من اللاأمن في هذا البلد وباعتبارها أهل لمساعدة الليبيين سواء كانوا نازحين أو متضررين من الوضع المتأزم.
تحدث اسماعيل شرقي في هذا السياق عن «الكميات الكبيرة من الأسلحة التي تتنقل بكل سهولة في هذا البلد وبدول الجوار، وهذا ما يفرض ضغطا كبيرا على دول الجوار التي «لابد أن يكون لها دور وأن يسمع صوتها».
في سياق تحليله لهذه المقاربة قال المسؤول الافريقي انه «يجدر بنا التذكير بأن أول اجتماع لدول جوار ليبيا بدأ بالجزائر على هامش اجتماع وزراء دول عدم الانحياز ومنذ ذلك الوقت وهذه الاجتماعات تعقد دوريا»، بإحدى بلدان الجوار معلنا بالمناسبة أن المجلس يحضر حاليا لبعثة وزارية ستنتقل، بحر شهر ماي الجاري الى ليبيا من أجل المساهمة في حل الازمة.