اعتبر الدكتور محمد السعيد غنيمة أن فوز ماكرون صاحب 39 سنة برئاسة فرنسا سيغير الكثير من الفواعل، فالمتتبع لمسيرته يجده مختلفا كثيرا عن الرؤساء السابقين فهو مرشح وسطي لا ينتمي لا لليسار ولا لليمين اللذين تعودنا أن يتداولا على رئاسة فرنسا منذ أكثر من 60 سنة حيث كسر ماكرون مرشح حركة إلى الامام هذه القاعدة، مؤكدا أن ماكرون يتصف بالاعتدال في الكثير من القضايا التي أصبحت تثير الجدل في فرنسا في السنوات الأخيرة مثل القضايا المتعلقة بالهجرة والإسلام وموقفه من الماضي الاستعماري لفرنسا.
قال استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة بومرداس في تصريح لـ«الشعب» ان وسطية ماكرون جلبت له اهتمام الفرنسيين ونجح في الفوز بكرسي الرئاسة بفرنسا بنسبة 65.8 بالجولة الثانية أمام زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان ليصبح بذلك الرئيس الثامن للجمهورية الفرنسية وهو الذي لم يسبق أن انتخب في أي منصب من قبل.
أما بالنسبة للعلاقات الجزائرية الفرنسية في عهد ماكرون توقع متحدث «الشعب» تحسنها أكثر مستقبلا خصوصا بعدا الزيارة التي قام بها للجزائر في شهر فيفري الفارط، حيث أبدى ليونة غير مسبوقة في ملفات شائكة بين فرنسا والجزائر خاصة فيما يتعلق بالماضي الاستعماري لفرنسا واعترافه الصريح بوحشية الاستعمار الفرنسي.
الدكتور غنيمة أبدى تخوفه من عدم ارتقاء هذا التصريح لاعتراف رسمي يرفقه اعتذار للجزائر بعد أن أصبح ماكرون رئيسا لفرنسا وستبقى العلاقة بين فرنسا والجزائر علاقة براغماتية تحكمها المصالح الاقتصادية للدولتين.