يستيقظ الفرنسيون اليوم و قد تعرّفوا على الرئيس الجديد الذي سيخلف الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يحكم البلاد منذ عام 2012 .
وغداة تسلّم مهامه في منتصف هذا الشهر، سوف لن يجد الرئيس الجديد نفسه في طريق معبّدة بالورود، بل على العكس تماما، فساكن الاليزي القادم، سيصطدم بتحدّيات كثيرة وكبيرة تعكس المصاعب التي تواجهها فرنسا على أكثر من صعيد، والتي يعود بعضها إلى الفشل الذريع الذي ميّز ولاية هولاند.
ولعل من أهم هذه التحديات، ما تطرحه مشكلة الارهاب التي تحتم على الرئيس الفرنسي الجديد إيجاد حل سريع لها، بعد أن نفّذ الدمويون عدّة هجمات في السنوات الاخيرة خلّفت الكثير من الضحايا، خاصة تفجيرات 13 نوفمبر 2015 التي سقط فيها 130 قتيلا و 350 جريحا، وعملية الدهس بواسطة شاحنة، التي وقعت في 14 جويلية 2016 واستهدفت حشدا في مدينة نيس ما أدّى الى مصرع 86 شخصا وإصابة أزيد من 400 آخرين، إضافة الى اعتداءات أخرى بينها الهجوم الذي استهدف مقر مجلة «شارلي إيبدو» الأسبوعية الساخرة في جانفي 2015.
التحدي الثاني الذي سيعترض ولاية رئيس فرنسا الجديد، مرتبط بالدفاع، ففرنسا واجهت ضغوطا كثيرة، خلال السنوات الماضية فيما يخص الأمن والدفاع، بما يتضمنه من عوامل داخلية وخارجية، حيث مرت أجهزة دفاعها خلال العشرين سنة الماضية، بمراحل من التوتر المتزايد، وسط الأعباء التي وضعت على كتف الجيش، مع مطالب بتوفير مستويات كافية من التمويل، وهو ما سيجعل السنوات القادمة تحت ظل الرئيس الجديد فارقة، فيما يخص الجيش.
البطالة والنمو الاقتصادي
ومن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي ستعترض القادم الجديد الى الاليزي، أزمة البطالة، ففرنسا تواجه أزمة بطالة كبيرة، بدأت قبل 30 عاما، ولم تنجح الحكومات السابقة في خفض نسبتها، خاصة في ظل سلطة هولاند، حتى أصبحت كل عائلة فرنسية في الوقت الحالي تتضمن فردا يعاني من هذه الأزمة، ويتأثر بها بعد أن وصل معدلها الى نحو 10%، وهو ما يعتبر أكثر من ضعف مستوى البطالة في ألمانيا وبريطانيا.
ويلقي الكثير من السياسيين والناخبين الفرنسيين اللوم على سياسات الهجرة الفرنسية الحالية، ويتهمونها بالتسبب في تفاقم أزمات البطالة، وزيادة الهجمات الإرهابية، وتكرار حوادث الاشتباكات بين الشرطة والمهاجرين، وخاصة في باريس ، لهذا على عاتق الرئيس الجديد مهمة كبيرة و ثقيلة في ايجاد صيغة مقبولة من الجميع للتعامل مع مسألة الهجرة التي يحمّلها المتطرفون كل أوجاع و مصاعب فرنسا.
