عشية الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، المقررة بعد غد الأحد، بات المترشح إيمانويل ماكرون على بعد خطوة من الفوز بها أمام ضعف منافسته رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان، التي تميزت تدخلاتها خلال المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما، أمس الأول، بالحدة والمواجهة.
وقد ظهر النقاش التلفزيوني ما بين الدورين، الذي تابعه 16 مليون فرنسي، أمس الأول، كسابقه، بما أنه كان «الأكثر عنفا في تاريخ الرئاسيات الفرنسية»، بحسب آراء العديد من الملاحظين، الذين وصفوه بـ «المؤسف» وبأنه «دون المستوى».
ويرى هؤلاء أنه «عوض شرح برنامجها أو رفع الغموض الذي يكتنفه، فضلت مترشحة اليمين المتطرف الهجوم دون ذكاء ودون تناسق في الأفكار» على منافسها، الذي حاول الرد على الاستفزازات وشرح برنامجه للفرنسيين.
وقد علقت الكثير من الصحف الفرنسية على هذه المداخلة الإعلامية والسياسية، معربة عن تأسفها للغياب التام للنقاش السياسي وحوار الطرشان الذي لم يحمل شيئا للفرنسيين، لاسيما بالنسبة للمترددين.
كما يرى الكثير من المحللين أن ماكرون، نجح في النقاش حيث ظهر وكأنه يتقمص دور رئيس جمهورية، خلافا لمارين لوبان التي بدت وكأنها في استعراض حملة.
ومباشرة بعد النقاش، أشارت عملية سبر آراء أن 63 من المئة من الفرنسيين الذين تابعوا النقاش يرون أن ماكرون كان «مقنعا أكثر»، فيما بدأت منافسته تفقد فرص فوزها في هذه المنافسة (35 من المئة).
للعلم، فإن العديد من المنظمات والشخصيات ووسائل إعلام أيضا قررت خلال الأيام الاخيرة التصويت هذا الأحد لصالح المترشح ماكرون، لقطع الطريق أمام المترشحة التي تدعو إلى «التقسيم وكره الأجانب».
ويدلي الناخبون بأصواتهم بعد غد، في تصويت ينظر إليه على نطاق واسع بأنه أهم انتخابات تشهدها فرنسا منذ عقود، وستكون لها تداعيات على دورها على مستوى أوروبا والعالم.