شكلت النقاط الخلافية من أجل تحقيق توافق وطني، محور بحث خلال اللقاء الذي جمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، مع الماريشال خليفة حفتر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس الأول، في إطار المساعي للدفع في اتجاه الحل السلمي والسياسي للأزمة الليبية، بما يتوافق مع الاتفاق السياسي الموقع عام 2015 بين أطراف الصراع، مما يعد خطوة جديدة لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف الليبية لحلحلة الوضع السائد في البلاد منذ قرابة سبع سنوات.
كشفت حكومة الوفاق الوطني، بيان لها، أمس، أن اللقاء سمح بالتأكيد على فتح حوار مجتمعي يرسخ القيم الوطنية تسريع إجراء الانتخابات لتجاوز المرحلة الانتقالية، وعودة النازحين والمهاجرين وتحقيق المصالحة الوطنية.
وأفادت، بالحرص على لمّ الشمل وتوحيد مؤسسات الدولة والسعي لحل المشاكل الاقتصادية والمالية، ووضع استراتيجية لتطوير الجيش الليبي الموحد، وانضواء المؤسسة العسكرية تحت سلطة مدنية، ومحاربة الإرهاب وتهدئة الأوضاع في الجنوب.
من جهتها أشادت دولة الإمارات العربية المتحدة التي استضافت لقاء السراج وحفتر «بالأجواء الإيجابية» التي سادت محادثات الطرفين الليبيين وأثنت على العزيمة التي أبداها الجانبان لإيجاد حل سياسي شامل للركود السياسي في الوضع الراهن.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان، أن الاجتماع الذي ضم السراج وحفتر يعد «خطوة هامة على طريق إحراز تقدم في العملية السياسية في ليبيا»، معربة عن أمل دولة الإمارات بأن يكون هذا الاجتماع بمثابة «الخطوة الأولى من ضمن مجموعة من الخطوات التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا».
وتركز الجزائر، باعتبارها إحدى دول الجوار، في اطار الجهود الرامية إلى معالجة الأزمة في هذا البلد، على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة الليبية مع تشديدها على ضرورة أن يتم حل الأزمة من طرف الليبيين أنفسهم، وهو الموقف الذي جدده وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، الذي ثمّن إرادة الشعب الليبي في إعادة الأمن والسلم في بلاده «بعيدا عن كل تدخل أجنبي»، موضحا أن «هناك إرادة لدى الليبيين في التوجه نحو السلم».