تزامن مع الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية

الإرهاب يضرب باريس.. والحكومة تعلن تدابير أمنية أكثر تشددا

الدفع بـ50 ألف عنصر أمن إضافي لتأمين عملية التصويت

اهتزت العاصمة الفرنسية باريس، مرة أخرى على وقع اعتداء إرهابي، استهدف عناصر الشرطة ليلة الخميس بجادة الشانزيليه، مخلفا حالة ارتباك شديدة لتزامنه وموعد الدور الأول للانتخابات الرئاسية المقرر غدا، وتعهدت الحكومة بمضاعفة التدابير الأمنية لتفادي حوادث مماثلة.
وحددت الأجهزة الأمنية الفرنسية، أمس، هوية منفذ الهجوم الذي قتل شرطيا وأصاب اثنين آخرين قبل أن يقضى عليه، وقال فرانسوا مولانس مدعي باريس إن «السلطات حددت هوية المسلح لكنها لن تعلن اسمه إلى أن يتأكد المحققون ما إن كان له شركاء».
وأفاد مولانس للصحفيين «هوية المهاجم معروفة وتم التأكد منها، لن أعلن اسمه لأن التحقيقات والحملات مستمرة»، مضيفا «يريد المحققون أن يتأكدوا إن كان له شركاء أم لا».
وجرى الهجوم على الساعة التاسعة ليلا، حيث وصل الإرهابي على متن سيارته إلى مكان الحادث ونزل منها مسرعا مطلقا النار من سلاح رشاش من نوع كلاشنيكوف على عناصر الشرطة، وقتل شرطي وأصاب آخرين قبل أن يقضى عليه من باقي أفراد الأمن.

توقيف مشتبه به في بلجيكا

وذكرت وكالة الأنباء البلجيكية، أمس، أن رجلا حددت السلطات البلجيكية هويته، وأبلغت السلطات الفرنسية عنه لاحتمال ضلوعه في هجوم باريس، سلم نفسه للشرطة البلجيكية في مدينة أنتويرب الشمالية.
وفي حديث مع راديو «أوروبا 1» بعد الهجوم في شارع الشانزيليزيه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية بيير أنري برانديه، إن هناك رجلا ثانيا تعرفت عليه السلطات البلجيكية وأخطرت السلطات الفرنسية بأمره.
من جانبه، قال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون لإذاعة (في.آر.تي) العامة إن منفذ هجوم باريس مواطن فرنسي، وأوضح جامبون «التحقيقات جارية ما يمكن أن نؤكده هو أن الجاني مواطن فرنسي».
وقال مصدر قريب من التحقيق الفرنسي إن الرجل البالغ 35 عاما الذي يجري استجوابه في انتويرب يعتبر «شديد الخطورة»، وكانت الشرطة البلجيكية تبحث عنه في إطار تحقيق آخر.
وعثرت الشرطة البلجيكية أثناء تفتيش منزل المشتبه به على أسلحة وأقنعة تخفي الوجه وتذكرة قطار انطلق، الخميس صباحا، قبل ساعات على اعتداء الشانزيليزيه.في المقابل استجوبت شرطة مكافحة الإرهاب ثلاثة أشخاص من معارف الإرهابي.
وتبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجوم، وزعم أن شخصا يدعى أبو يوسف البلجيكي واسمه الحقيقي كريم شورفي، ولم تؤكد مصالح الأمن الفرنسية صحة هذه المعلومات، غير أن مصادر مقربة من التحقيق أفادت بأن المعتدي فرنسي في 39 من عمره كان يخضع لتحقيق جهاز مكافحة الإرهاب.
وأفادت المصادر أن الرجل كان يخضع للتحقيق بعد أن أعرب عن نيته قتل شرطيين وأوقف في 23 شباط/فبراير ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة. وكان حكم عليه 2005 بالسجن لنحو 15 سنة لمحاولة قتل شرطي وطالب وأخيه في منطقة باريس.

كازنوف: 50 ألف عنصر أمن إضافي

أكد رئيس وزراء فرنسا برنار كازنوف، أمس، ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها يوم غد الأحد غداة هجوم شارع الشانزليزيه بباريس.
وقال كازنوف في تصريح له أعقب اجتماع لمجلس الدفاع « إنه لا شيء يجب أن يعيق هذه اللحظة الديمقراطية الأساسية لبلدنا»، داعيا الفرنسيين إلى الوحدة وعدم الرضوخ للانقسام.
وتعهد كازنوف بتوفير إجراءات أمنية أكثر شدة يوم الانتخابات، وسيجند أكثر من 50 ألف عنصر إضافي من مصالح الأمن لضمان السير الحسن للحدث الانتخابي الهام.

هولاند: تدابير أمنية إضافية

صرح الرئيس هولاند للصحفيين أمام قصر الإليزيه فور وقوع الحادث، بأنه «مقتنع بأن الهجوم ذو صلة بالإرهاب» متعهدا بتنفيذ تدابير أمنية على أعلى درجات اليقظة تحسبا للانتخابات الرئاسية وأشار إلى أنه «سيتم تقديم تكريم وطني» للشرطي الذي قتل قبل أن تقضي قوات الأمن على منفذ الهجوم.
ولم يكن الهجوم المسلح الذي شهده الشانزليزيه بباريس وأسفر عن مقتل شرطي الأول الذي تتعرض له الجادة الأشهر عالميا.
ففي العام 1986، ثلاثة تفجيرات ضربت الجادة وتبنتها وقتذاك جماعة تدعى»لجنة التضامن مع السجناء السياسيين العرب والشرق أوسطيين».

تعليق النشاط الانتخابي

قرر المرشحون للانتخابات الرئاسية الفرنسية إلغاء كافة فعالياتهم الانتخابية التي كانت مقررة أمس، وذلك عقب الهجوم الإرهابي فى شارع الشانزليزيه بالعاصمة باريس.
ودعا إيمانويل ماكرون المرشح الأوفر حظا للفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية، أمس، إلى عدم الاستسلام للخوف مطالبا المرشحين للرئاسة بتفادي المزايدات وقال في بيان صدر من مقر حملته «لا تستسلموا للخوف لا تستسلموا للتقسيم والترهيب على جيلنا أن يكون أهلا لهذا التحدي». فيما طالب فيون في تصريح صحفي بتعليق حملة الانتخابات.
وقالت مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف في انتخابات الرئاسة الفرنسية أمس، إنه يتعين على فرنسا أن تعيد العمل فورا بإجراءات الفحص على الحدود وطرد الأجانب المدرجة أسماؤهم على قوائم المراقبة الأمنية.

استثمار المرشحين

تزامن الاعتداء الإرهابي، مع آخر يوم للحملة الانتخابية وقبل يومين عن انطلاق عملية التصويت في الدور الأول من الانتخابات الفرنسية، قاد المتابعين للشأن الفرنسي إلى ربطه بإمكانية التأثير على خيار التصويت بالنسبة للناخبين.
ومثلما جرت العادة دائما، يحاول اليمين المتطرف الذي تقوده مارين لوبان استغلال الأعمال الإرهابية لصالحه ويجعلها مطية لتبرير كرهه للمهاجرين، بينما يطمح فرنسوا فيون مرشح اليمين هو الآخر الاستفادة من تداعيات اعتداء الشانزليزيه خاصة وأنه ركز خطابه على مكافحة ما يسميه «الإرهاب الديني».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024