يكتنف الغموض ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجرى، الأحد المقبل، بعد تراجع الفارق بين المرشحين وتزايد عدد الناخبين المترددين وتشرذم اليسار، في وقت تستنفر فرنسا تدابيرها الأمنية لتأمين الحدث الذي سبقه بأسبوع انعقاد المؤتمر السنوي لاتحاد مسلمي فرنسا.
بلغت المنافسة ذروتها بين الوسَطي إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، يتبعهما المحافظ فرانسوا فيون وممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، بفارق إجمالي بين الأربعة يتراوح بين ثلاث وست نقاط، ما يترك المجال مفتوحا لأي تبدل في الوضع، لاسيما مع الوضع في الاعتبار هامش الخطأ.
ما يزيد الغموض، عدد الناخبين المترددين الذي بلغ مستوى قياسيا هذه السنة، حيث إن ثلث الناخبين لم يحسموا خيارهم بعد. وهناك ناخبون آخرون قد يبدلون خيارهم في اللحظة الأخيرة.
وقبل 5 أيام من الدورة الأولى للانتخابات، دعا رئيس البلاد فرانسوا هولاند لعدم جعل أوروبا «كبش محرقة لانكفاءاتنا» والتي يتحدث فيها عدد من المرشحين عن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال هولاند، الأحد، في ذكرى معركة وقعت خلال الحرب العالمية الأولى بشمال البلاد قبل قرن، «اليوم بعد أن حمتنا أوروبا من الحرب والنزاعات فلنحافظ عليها».
وأضاف: علينا أن نواصل الدفاع عن المؤسسات التي ضمنت السلام منذ سبعين عاما: الأمم المتحدة وأوروبا الموحدة التي علينا أن نستمر في الترويج لها، والثنائي الفرنسي الألماني الذي علينا تعزيزه والحفاظ عليه.
كما هاجم الرئيس الفرنسي مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون، واعتبر أنه «يقع أحيانا في التبسيط»، خصوصا في مواقفه من سوريا وروسيا والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
هذا ويواصل المرشحون جهودهم سعيا لإقناع المترددين بأفكارهم، وبالتصويت لصالحهم.