اعتبر الكرملين الضربة الأمريكية على قاعدة جوية للنظام السوري في حمص «عدوانا على دولة ذات سيادة» وانتهاكا للقوانين الدولية لدولة. كما أوقفت روسيا العمل باتفاق أمن الطيران مع واشنطن لتفادي الحوادث بسوريا.
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن «الرئيس بوتين يعتبر الضربات الأمريكية على سوريا عدوانا على دولة ذات سيادة»، مؤكدا أنها ألحقت «ضررا هائلا» بالعلاقات مع روسيا.
أكد بيسكوف أن الضربة الأمريكية في سوريا «تنتهك معايير القانون الدولي، وتستند إلى حجج واهية»، وأضاف أن روسيا لا تعتقد بأن سوريا تمتلك أسلحة كيميائية، وأن التحرك الأمريكي سيشكل حتما عقبة أمام إنشاء تحالف دولي في سبيل محاربة الإرهاب.
لمح المتحدث باسم الكرملين إلى أن الضربة الأمريكية «محاولة لصرف انتباه العالم عن أعداد القتلى المدنيين في العراق». كما قال إن «تجاهل استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية بشكل تام يؤدي إلى تفاقم الوضع في سوريا بشكل كبير».
من ناحيتها، أعلنت الخارجية الروسية أنها توقف العمل بالمذكرة التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة لتفادي الحوادث وتوفير أمن الطيران خلال العملية في سوريا.
وصفت الخارجية الروسية الضربات الأمريكية على سوريا بالنهج الجنوني الذي يعقد من المشاكل القائمة، وأكدت أنها عمل عدواني واضح ضد سيادة الدولة السورية. بدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن الضربات الأمريكية التي نُفّذت فجرا على عدد من الأهداف في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي تذكره بهجوم الغرب على العراق عام 2003 دون موافقة الأمم المتحدة.
أضاف لافروف في مؤتمر صحفي في طشقند بـ أوزبكستان «هذا عمل من أعمال العدوان يستند إلى ذريعة مختلقة تماما».
تابع «يذكرني بالموقف عام 2003، حينما هاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا مع بعض حلفائهما العراق دون موافقة مجلس الأمن الدولي، ما يشكل خرقا واضحا وكبيرا للقوانين الدولية».
قال الوزير الروسي، إن موسكو ستطلب من واشنطن توضيحا عن سبب شنّ الضربات، معربا عن أمله في ألا تلحق الضربات الأمريكية في سوريا ضررا لا يمكن إصلاحه في العلاقات بين موسكو وواشنطن، المتضررة أصلا وفق وصفه.
إفشال المفاوضات
اعتبر وزير الخارجية الروسي أن شن ضربات أمريكية ضد سوريا من مصلحة من يريد إفشال مفاوضات أستانا وجنيف، وتغيير السلطة في سوريا باستخدام القوة. كما اعتبر أن الولايات المتحدة لم تكلف نفسها عناء تقديم أي أدلة تؤكد حقيقة الهجوم الكيميائي على إدلب، وأرادت تحويل الانتباه عن تصرفات «جبهة النصرة».