أكد المنسق الصحراوي لدى بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) والعضو في الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو أمحمد خداد، بلندن، أنه حان الوقت لمنظمة الأمم المتحدة أن تتكفل بكل جدية بقضية الصحراء الغربية التي طال أمدها منذ عشريات.
في حديث لوأج، عقب استقباله بوزارة الشؤون الخارجية البريطانية، أمس الأول، أوضح السيد خداد قائلا: «مسؤولية مجلس الأمن الأممي تتمثل في وضع حد لمعاناة الشعب الصحراوي وممارسة الضغط على المغرب لإلزامها باحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وأن توفي بتعهداتها من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير».
وقال أيضا، «منذ 26 سنة قام المغرب بعرقلة جميع جهود المجتمع الدولي وحان الوقت لمجلس الأمن أن يحدد مسؤوليات المغرب في تدهور الوضع في الصحراء الغربية على جميع المستويات».
أكد السيد خداد، أنه «من الضروري إعادة مصداقية المينورسو لتمكينها من ممارسة مهامها كاملة، كما هو منصوص في اللائحة 2285 لمجلس الأمن. علما أنه بعد طرد أعضائها من قبل المغرب في العام المنصرم، عاد إلى البعثة 25 عضوا فقط من مجموع 85».
وأشار أيضا، إلى ضرورة «استئناف محادثات بين جبهة البوليساريو والمغرب لإيجاد حل نهائي للنزاع القائم في الصحراء الغربية، بما يضمن للشعب الصحراوي حق تقرير مصيره».
في هذا السياق، شدد ذات المسؤول على «استعداد جبهة البوليساريو للتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص في الصحراء الغربية، قصد إنشاء ديناميكية جديدة لمسار السلام»، مؤكدا أن هذا «يشير إلى وضع حدّ للعراقيل التي نصبها المغرب منذ 1991».
وصرح خداد، أن تقرير الأمانة العامة للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية، سيتم تسليمه هذا الأسبوع لمجلس الأمن، معربا عن أمله في أن يكون انطلاقة جديدة نحو تطبيق صارم للوائح مجلس الأمن المدعمة لحل يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
وأضاف المسؤول الصحراوي قائلا، «إن موقف أعضاء مجلس الأمن من شأنه أن يجبر المغرب على الخضوع للقانون، خاصة فرنسا التي تعرقل مسار إيجاد حل للقضية الصحراوية وتمنع ممارسة أي ضغط على المغرب من أجل إجباره على تطبيق لوائح مجلس الأمن».
كما كشف ذات المسؤول، عن وجود فاعلين جدد من شأنهم تغيير الوضع، خاصة القرار الصريح لمحكمة العدل الأوروبية الذي يذكر، بشدة، أن الصحراء الغربية والمغرب إقليمان منفصلان وكذلك انضمام المغرب للاتحاد الأفريقي.
حيث أكد قائلا: «بانضمامه للاتحاد الأفريقي يكون المغرب قد التزم باحترام الحدود التي خلفها الاستعمار، كما قبل المغرب بواجب الاتحاد الإفريقي نحو وحدة وسيادة الدول الأعضاء».
علاوة على ذلك، صرح السيد خداد أن «الأمين العام للأمم المتحدة يملك الآن فرصة جديدة لرفع وضع الانسداد، مع الأخذ بعين الاعتبار كل العراقيل التي تمنع إلى يومنا هذا تطبيق مخطط التسوية الأممي بالصحراء الغربية».
واستقبل المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو السيد أمحمد خداد، بلندن، بوزارة الشؤون الخارجية البريطانية التي تتابع القضية الصحراوية عن كثب.
وأكدت الحكومة البريطانية لأمحمد خداد، أنها تتابع الوضع في الصحراء الغربية عن كثب، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الأممي، مصرحة أن «المملكة المتحدة تؤيد نجاح عمل الأمم المتحدة في الصحراء الغربية وتطبيق لوائح مجلس الأمن بصفتها عضوا دائما به وعبّرت عن اهتمامها بالوضع».
9 ملايين لغم يهدد حياة الصحراويين
تعتبر الصحراء الغربية من بين الدول الأكثر تلغيما في العالم، حيث أنها تضم أكثر من 9 ملايين لغم مبعثرة على طول الجدار المغربي الذي يقسم أراضيها، مما زاد من معاناة الشعب الصحراوي المقاوم من أجل استقلاله وحقه في تقرير المصير.
وبحسب تقارير، فإن الصحراء الغربية مصنّفة من بين العشر دول الأكثر تلوثا بالألغام في العالم، بفعل الممارسات العسكرية للمحتل المغربي الذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الصحراوي.
وقد قامت جبهة البوليساريو بتدمير 3181 من مخزونها من الألغام سنة 2007، وبدأت منظمة أهلية بريطانية لمكافحة الألغام بتوعية الرحل بكيفية اجتنابها. ونتيجة ذلك، فإنه تم تصفية وتطهير ما يزيد عن 49،765،987 متر مربع من الأراضي الصحراوية بحلول سنة 2008.
وفي سنتي 2015 و2016 تمت تنقية 8000 كلم من الطرق التي صارت آمنة للاستعمال، وتم تدمير الآلاف من الذخيرة غير المستعملة ومئات القنابل العنقودية وأنواع أخرى من الألغام. وأمام هذا لايزال المغرب ممتنعا عن التوقيع على المعاهدة الدولية لمنع وحظر الألغام، مستمرا بذلك في إدامة المأساة من خلال جدار العار العازل والألغام بالصحراء الغربية، في حين أن جبهة البوليساريو وقعت على اتفاقية جنيف لمنع الألغام سنة 2005.