القيرغيـزي جليلـوف متهـم في انتظـار التحقيق
أثار الهجوم الذي استهدف ميترو أنفاق مدينة سان بترسبورغ الروسية، مخلفا 14 قتيلا و51 جريحا، ردود فعل كبيرة من قبل دول عربية وغربية، إلى جانب منظمات دولية عبّرت عن مساندتها لروسيا في محنتها. في وقت تم الإجماع على ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي برمّته لاجتثاث الإرهاب الذي يمثل تهديدا حقيقيا للأمن والسلام في العالم.
عبّرت الجزائر بـ «شدة» عن إدانتها لهجوم سان بترسبورغ، الذي خلف ضحايا أبرياء، وتضامنها مع روسيا شعبا وحكومة. ووصفت الحادثة بـ «المأساة الكبيرة»، حيث بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ندد فيها بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف، الإثنين، مترو مدينة سانت بترسبورغ.
من جهته، دعا الأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى ضرورة محاسبة المسؤول عن الهجوم الذي استهدف أبرياء في روسيا، مدينا جميع أشكال العنف والإرهاب في العالم.
بدوره أعرب مجلس الأمن الدولي عن مواساته وتعازيه الخالصة لأسر الضحايا ولروسيا، شعبا وحكومة، مشددا على ضرورة تقديم منفذي الأعمال الإرهابية المشينة ومنظميها ومموليها ورعاتها إلى العدالة، وحث جميع أعضائه على التعاون مع روسيا في هذا الصدد.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد عبّر عن استيائه من الهجوم، معبرا عن وقوفه مع شعب روسيا، خاصة أسر وأصدقاء ضحايا مترو سان بترسبورغ، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
دعم دولي لامشروط
في السياق ذاته، لقي الهجوم إدانة واسعة من قبل رؤساء الدول، حيث عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن دعمه الكامل لروسيا في الرد على الهجوم الذي طال محطة أنفاق سان بترسبورغ وتقديم المتورطين فيه إلى العدالة، كما اتفق مع نظيره الروسي على ضرورة «إلحاق الهزيمة بالإرهاب بشكل حاسم وسريع».
في حين شددت تركيا على ضرورة الاتحاد في محاربة الإرهاب، مؤكدة وقوفها إلى جانب روسيا في هذه المحنة.
من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني عن وقوف بلاده إلى جانب روسيا في مواجهة مختلف أشكال الإجرام والإرهاب.
بينما حذرت مصر من خطورة انتشار ظاهرة الإرهاب ومن مخاطر عدم تبني استراتيجية شاملة لمواجهته.
وأعربت الإمارات العربية المتحدة عن تعاونها مع روسيا في القضاء على الإرهاب الذي يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفوضى، مستهدفا أرواح الأبرياء، معتبرة أن مثل هذه «الاعتداءات الجبانة التي تتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية تستوجب تعاونا دوليا وثيقا».
ومن بغداد وصفت الخارجية العراقية، ما حدث في روسيا بـ «إرهاب أسود»، مؤكدة على ضرورة تنسيق المزيد من الجهود الدولية للقضاء على الجماعات المتطرفة التي باتت تستهدف الأبرياء في كل مكان.
في سياق متصل، عبّرت دول أخرى كاليابان، الأردن، لبنان، الصين، سنغافورة وغيرها عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم.
في الجبهة الأمامية لمكافحة الإرهاب
حول ملابسات الهجوم، أوضحت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية، أن التفجير استهدف عربة قطار أنفاق بين محطتي «سينايا بلوشاد» و»تيخنولوغيتشيسكي إينستيتوت» ونجم عن عبوة ناسفة كانت متروكة في عربة القطار، مشيرة إلى أن قوة التفجير كانت تعادل ما بين 200 و300 غرام من مادة «تي.إن.تي».
كما أعلنت الإدارة العامة لمترو أنفاق مدينة «سان بترسبورغ» بروسيا، أمس، عن إغلاق محطة مترو (سينايا بلوشاد) مجددا، بعد تلقي اتصال من مجهول بوجود عبوات ناسفة داخلها.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، أمس، ثبات موقف روسيا في توجهها لمكافحة الإرهاب.
وقال بيسكوف، إن روسيا «كالكثير من الدول الأخرى، تقف في الجبهة الأمامية لمكافحة الإرهاب الدولي، ولم تستطع أي دولة في العالم حتى الآن، أن تنتصر على الإرهاب بمفردها، ومع ذلك يعرف الجميع جيدا المسار الملتزم الذي تتبعه روسيا في مكافحة الإرهاب، والنهج الملتزم والحازم الذي يتبعه الرئيس بوتين في قضايا مكافحة الإرهاب».
وقال المتحدث باسم أجهزة الأمن في قرغيزستان رخات سليمانوف، إن «انتحاري محطة سان بترسبورغ هو مواطن من قرغيزستان يدعى اكبريون جليلوف من مواليد العام 1995»، مضيفا أنه «من المرجح أن يكون حصل على الجنسية الروسية».
بينما أوضحت لجنة التحقيق الروسية، أنه تم فتح تحقيق حول «عمل إرهابي»، مشيرة إلى أنه سيتم تدارس «كل الاحتمالات الأخرى».
وبحسب الاستخبارات الروسية، فقد انضم سبعة آلاف شخص على الأقل من مواطني الاتحاد السوفياتي سابقا، من بينهم نحو 2900 روسي، إلى صفوف التنظيم الإرهابي داعش في العراق وسوريا.