اعتبر مرشح تيار الوسط في الانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون الجبهة الوطنية الممثلة لليمين المتطرف المنافسَ الرئيسي له، وفي وقت تلقى هجوما شديدا من مرشح اليمين فرانسوا فيون، أظهر استطلاع للرأي أن السباق بات أكثر تقاربا.
استخدم ماكرون لهجة شديدة تجاه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان -التي تعطيها استطلاعات الرأي نتائج متقاربة معه في الجولة الأولى المقررة، يوم 23 أفريل الجاري، فوصفها وحزبها بأنهما «الأعداء الأساسيون وورثة حزب الحقد»، مؤكدا أنه سيدافع عن الفرنسيين ذوي الأصول الأجنبية «الفخورين بكونهم فرنسيين». قال ماكرون في تجمع انتخابي في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا، إن «الجبهة الوطنية خصمنا الرئيسي يهاجمنا من كل جانب. لا تنتقدوهم بصيحات الاستهجان، بل تصّدوا لهم».
قال «يراد منا أن نقصي حزب الكراهية والازدراء وكل من يجعلنا نشعر بالخجل بعيدا عن هذه الحملة وعن البلد كله. سنتقدم في الجولة الأولى ونهزمهم». من جانبه، شنّ مرشح اليمين فرانسوا فيون مع معاونيه هجوما شديدا على ماكرون الذي بات الأكثر ترجيحا للفوز بالانتخابات، فوصفه بـ»المخادع» و»الشعبوي المرهف».
خلال تجمع انتخابي في جزيرة كورسيكا وصف فيون منافسه الوسطي ماكرون بأنه «إيمانويل هولاند»، متهما إياه بأنه «يوحي بأنه منشق»، في حين أن مشروعه هو «الاستمرار» فيما قام به فرانسوا هولاند.
بات ماكرون، الوزير السابق في حكومة فرانسوا هولاند، الهدف المفضل لليمين الذي يواصل الاعتقاد بأنه لا يزال بالإمكان إيصال فيون إلى الجولة الثانية رغم استطلاعات الرأي التي تدل على العكس.
رد ماكرون في مهرجان انتخابي له بمرسيليا على فيون ومعاونيه الذين وصفهم بـ «العصابة» واتهمهم بالاقتداء بالجبهة الوطنية عبر ارتداء «قناع الحقد»، فقال إن فيون «ليس لديه برنامج لذلك يهاجم الآخرين. لم يعد قادرا على التوجه إلى الفرنسيين، لذلك يتقوقع حول عصابته».
لوبان في المركز الثاني
في هذه الأثناء أظهر آخر استطلاع للرأي، أن سباق الرئاسة الفرنسي قبل ثلاثة أسابيع من بدء الانتخابات ما زال متقاربا، رغم أن ماكرون ولوبان ما زالا في المقدمة مع تراجع كل منهما بنقطة، وذلك بـ 25% و24% لكل منها على الترتيب.
أشار الاستطلاع الذي أعدته مؤسسة «بي في أي» إلى ارتفاع التأييد للمرشح فرانسوا فيون الذي يحتل المركز الثالث بنقطتين إلى 19%، ونقطة واحدة لمرشح تيار اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون إلى 15%.
في علامة أخرى على استمرار الغموض، قال 38% ممن شملهم الاستطلاع إنهم لا يستطيعون تحديد كيف سيصوتون أو ربما يغيرون موقفهم. ويعد هذا تراجعا بنسبة نقطتين مئويتين عما كانت عليه الحال، قبل أسبوع، وهي نسبة مئوية عالية بمعايير الانتخابات في فرنسا.
فرنسا قد تصبح «دولة فاشلة»
حذّر المرشح المحافظ في انتخابات الرئاسة الفرنسية فرانسوا فيون، من أن باريس قد تواجه أزمة ديون على غرار تلك التي تواجهها اليونان حاليا، قائلا إن فرنسا قد تصبح دولة فاشلة.