يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حربه على قطاع غزة التي استأنفها في 18 مارس الماضي، بعد توقفها إثر التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
أفادت الأنباء الواردة من قطاع غزة صباح أمس، بأن 12 فلسطينيا استشهدوا وأصيب آخرون، في قصف صهيوني استهدف مناطق متفرقة. وأورد شهود عيان، بأن الجيش الصهيوني قصف بالقذائف المدفعية أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة ما أسفر عن ارتقاء شهيدتين في منطقة وادي العرايس بحي الشجاعية.
وفي استهداف ثانٍ، قال مسعفون، إن “3 شهداء ارتقوا في قصف للاحتلال على شارع السكة في حي الزيتون”. وأفادت مصادر طبية بـ«استشهاد 3 فلسطينيين إثر قصف صهيوني على منزل في حي التفاح شرق مدينة غزة”.
ووسط قطاع غزة، “أغارت مسيرة صهيونية على منزل شرقي مخيم المغازي. أما جنوب القطاع، فقد أوردت مصادر طبية بـ«استشهاد طفل يبلغ من العمر 17 عاما إثر قصف صهيوني على بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس”.
وقالت المصادر نفسها، إن زوارق حربية للاحتلال أطلقت النار تجاه مجموعة من الصيادين قبالة شاطئ مدينة خان يونس ما أسفر عن استشهاد أحدهم وإصابة آخر بجروح متوسطة.
وارتقى طفل فلسطيني في قصف من مسيرة صهيونية استهدف، فجر أمس الأحد، خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، بحسب ما أفادت مصادر طبية في مستشفى “ناصر” بالمدينة.
من جانبهم قال شهود عيان، إن “طائرات الاحتلال المروحية أطلقت نيرانها صوب مدينة رفح بشكل كثيف ومتواصل لساعات”.
هيروشيمـا ثانيــة
من ناحية ثانية، نشرت مجلة “نيويوركر” الأمريكية رسالة مؤثرة لطبيب أمريكي تحدث فيها عن الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الطبية، ونقص الموارد الحاد، وآلاف الضحايا الذين يعانون من إصابات مروعة.
وقال طبيب الطوارئ، كلايتون دالتون، الذي عمل في غزة مؤخرا، إن المستشفيات لم تعد ملاذاً آمناً، بل أصبحت هدفاً مباشراً للهجمات. ومع ذلك، يستمر الأمل والإصرار على الحياة بين سكان القطاع.
ولفت الطبيب في رسالته، إلى الوضع الإنساني للمرضى والجرحى في المستشفيات “كارثي”، فالأطباء يعالجون جروحاً ملوثة، ويضطرون لاستخدام حلول بديلة مثل التثبيت الخارجي للعظام، مؤكدا أن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من الضحايا، ويعانون من إصابات خطيرة، وغالباً ما تُجرى العمليات بدون مسكنات أو معدات كافية.
وذكر دالتون أن شمال غزة تعرض لدمار واسع النطاق، حيث أصبحت مناطق بأكملها تشبه هيروشيما بعد القنبلة النووية، مشددا على أن استهداف المستشفيات مثل مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي أدى إلى شلل القطاع الصحي.