فوجئ البريطانيون، بعد ظهر أمس الأربعاء، بهجوم إرهابي استهدف مبنى البرلمان ومحيطه في وسط لندن، الأول من نوعه في تاريخ البلاد، كما أنه يختلف تماماً من حيث الشكل والتفاصيل عن الهجمات الإرهابية التي استهدفت المدن الأوروبية الرئيسة خلال السنوات والشهور الماضية، وأيضا عن اعتداءات لندن التي زلزلت قلب بريطانيا في 7 جويلية 2005، عندما هزت ثلاثة انفجارات قطارات الأنفاق، والانفجار الرابع حدث في حافلة نقل عام تتكون من طابقين، ما أسفر عن مصرع 50 شخصا وإصابة ما يقرب من 700 آخرين.
منذ البداية سارعت الشرطة البريطانية إلى اعتبار هجوم، أمس، الذي تزامن مع الذكرى الأولى لهجمات بروكسل، بأنه عمل إرهابي، كما تبين سريعا أنه كان مزدوجا، حيث قام المهاجم الذي كان يقود سيارة بدحس المارة على جسر وستمنستر، قرب مقر البرلمان، مخلفا عددا من القتلى والمصابين، ثم صدم بسيارته السياج الخارجي للبرلمان، ليترجّل بعدها ويقوم بطعن شرطي فقام زميل لهذا الأخير بإطلاق النار على الإرهابي المهاجم وأرداه قتيلا.
ونشرت صحف بريطانية صورة للسيارة التي استخدمها المهاجم، وبدت أسفلها بقع دماء. وأفادت أنباء في البداية بسماع أصوات إطلاق نار، في وقت كان البرلمان يعقد جلسة مساءلة أسبوعية لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، التي سارعت إلى عقد اجتماع أمني طارئ.
الهجوم الذي أسكن الرعب في نفوس البريطانيين ومن خلالهم العالم أجمع، خلف حسب الأرقام الأولية مقتل أربعة أشخاص، بينهم ضابط شرطة والمهاجم، بالاضافة الى ما لا يقل عن 20 مصابا، بينهم طلبة فرنسيون.
وقد تم انتشال إمرأة من نهر التايمز وهي على قيد الحياة، لكن في حالة حرجة.
بالموازاة مع ردود الفعل الدولية المنددة بهذا الاعتداء الإرهابي، والمساندة للحكومة والشعب البريطانيين، قررت لندن نشر مزيد من رجال الشرطة المسلحين وغير المسلحين ولم تستبعد نشر الجيش إن لزم الأمر.
كما اعتبرت الشرطة البريطانية، التي فتحت تحقيقا في الاعتداء، أن الهجوم نفذه شخص واحد وقد قتل.
وبحسب المعلومات، فإن المنطقة التي استهدفها الهجوم هي قلب العاصمة البريطانية لندن، حيث يقع فيها مبنى البرلمان التاريخي الذي أعيد بناؤه بشكله الحالي في العام 1835، إضافة إلى برج ساعة «بيغ بن» الشهيرة الملاصقة للمبنى، فضلاً عن المنطقة التي توجد فيها عديد المواقع الحيوية، حيث تضم أيضاً وعلى بعد أمتار قليلة من مبنى البرلمان مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في شارع «داوننغ ستريت».
وعلى بعد مئات الأمتار فقط من مبنى البرلمان البريطاني، يوجد «قصر باكنغهام»، وهو قصر ملكة بريطانيا التاريخي، الذي يعود بناؤه إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وهو مفتوح أمام السياح والزوار في أوقات محدودة من السنة، ورغم ذلك فإن ملايين الزوار يقصدونه سنوياً من كل أنحاء العالم.
كما يقع بالقرب من مبنى البرلمان كل من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، وعلى مقربة منهما ساحة الطرف الأغر، وهو الميدان الأشهر في لندن الذي يشهد سنوياً احتفالات الجالية المسلمة بعيدي الفطر والأضحى.
وأكدت عديد التقارير ووسائل الإعلام المحلية في بريطانيا، أن الهجوم الذي استهدف مبنى البرلمان والمارة على جسر ويستمنستر الشهير، وقع في الوقت الذي كان المكان فيه مكتظاً بالمارة وأغلبهم من السياح والزوار الذين يقصدون بريطانيا.
يشار إلى أن الهجوم وقع عند الساعة الثانية و35 دقيقة ظهراً بتوقيت لندن، وأدى إلى إغلاق المنطقة بالكامل من قبل الشرطة البريطانية
4 قتلى و20 مصابا في اعتداء إرهابي على البرلمان البريطاني
لندن في طـوارئ لمواجهـة الإرهاب
شوهد:496 مرة