الحزب اليميني في ورطة حقيقية

جوبي يرفض الترشّح بدلا عن فيون للرئاسيات الفرنسية

هولاند يحذّر من إمكانية فوز لوبان

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق آلان جوبي في مؤتمر صحفي، أمس الاثنين، أنه «لن يكون مرشحا للانتخابات الرئاسية الفرنسية» كممثل لليمين والوسط بدلا من فرانسوا فيون الملاحق قضائيا في قضية وظائف وهمية تمس أفرادا من عائلته».
صرح رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق الديغولي آلان جوبي في مؤتمر صحفي في مدينة بوردو، أمس الاثنين، أنه لن يترشح للانتخابات الفرنسية باسم اليمين والوسط بدلا من المرشح الحالي فرانسوا فيون رغم كل الدعوات التي وصلته من أنصار اليمين. قال جوبي «أؤكد مرة أخرى وبشكل نهائي أني لن أكون مرشحا لرئاسة الجمهورية»، مضيفا أنه أصبح من الصعب الآن من أي وقت مضى توحيد حزب الجمهوريين المحافظ الذي ينتمي له.
 أخذ جوبي على اليمين الفرنسي صعوبة الوضع الحالي قبل 47 يوما من الاستحقاق الرئاسي، وألقى بالمسؤولية ضمنيا على فرانسوا فيون الملاحق قضائيا في قضية توظيف وهمي لزوجته وأولاده على مدى سنوات.  قال جوبي إن استمرار فرانسوا فيون في السباق الرئاسي «ودعواه بالتعرض لمؤامرة ولاغتيال سياسي سيؤدي إلى طريق مسدود» وهاجم جوبي التجمع الذي أقامه، الاحد، فرانسوا فيون وحضره بضعة آلاف من أنصاره، وقال إن «هذا المسلك يؤدي بفيون وأنصاره إلى التطرف».
 علل جوبيه رفضه الترشح وإنقاذ اليمين بأن الفرنسيين يتوقون إلى إحداث تغيير في الطبقة السياسية وأنه «لا يجسد آمال الفرنسيين في إحداث هذا التغيير» وأن الوقت قد فاته لكن فرنسا لا يزال أمامها الكثير من الوقت «فالبلاد تمر بأزمة ثقة ولكنها ستكون قادرة على الخروج منها»، وفي نهاية حديثه، أكد جوبي على استعداده للحوار مع كبار شخصيات اليمين مثل نيكولا ساركوزي وحتى مع فرانسوا فيون.
يذكر أن آلان جوبي السياسي المخضرم خسر في نوفمبر الماضي أمام فرانسوا فيون في الانتخابات التمهيدية لليمين والوسط لاختيار مرشحهما في الانتخابات الرئاسية، وهذا ما يعطيه الشرعية، اليوم، أمام أنصار اليمين لأخذ زمام المبادرة والترشح بدلا من فيون. وتجرى الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية في 23 أفريل والثانية في 7 ماي. هذا وطلب مؤيدو ساركوزي في الحزب اليميني من فيون ان يختار بديلا عنه لسباق الرئاسة.

حظوظ اليمين تتراجع

 نشرت صحيفة «لوفيغارو»، أمس، استطلاعا للرأي أظهر أنه في حال ترشيح جوبي فإنه سيحل ثانيا في الدور الأول من انتخابات الرئاسة بنسبة 24.5 % من الأصوات بعد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان (27% من الأصوات)، إلا أنه سيهزمها في الدور الثاني.
أما في حال استمر فيون مرشحا فسيحل ثالثا بنسبة 17% من الأصوات بعد مارين لوبان والمرشح المستقل إيمانويل ماكرون، وفق الاستطلاع.
 في المقابلة التي أجرتها معه قناة «فرانس 2» الفرنسية العامة أعلن فيون أنه لا أحد سيمنعه من خوض الانتخابات، وأكد أنه لن ينسحب من سباق الرئاسة، لكنه عاد وأكد أنه منفتح على أي مناقشات، وأوضح أنه سيشكل فريقا خلال الأيام المقبلة لتوحيد ما وصفها بعائلته السياسية.
 دعا فيون أنصاره في كلمة ألقاها، أمس، أمام عشرات الآلاف في ساحة تروكاديرو في باريس إلى عدم الاستسلام لما وصفها بحملة التشهير السياسية التي تستهدفه، وقال إن ترشيحه لا يزال يحظى بدعم أغلبية ناخبي اليمين والوسط.

اتهام روسيا بالتأثير على الرأي العام

 في خضم هذه التجاذبات، اتهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند روسيا  بالسعي «للتأثير على الرأي العام» مستخدمة وسائل تعود للعهد السوفياتي بحسب قوله، في مقابلة مع صحف أوروبية صدرت، أمس الاثنين.
 قال هولاند «إن روسيا تستخدم كل الوسائل للتأثير على الرأي العام»، مضيفا «حتى لو أن الإيديولوجيا لم تعد هي ذاتها، كما في عهد الاتحاد السوفياتي، إلا أن الوسائل هي ذاتها أحيانا، مع إضافة التكنولوجيا إليها».
المقابلة أجرتها معه صحف «لوموند» و»سودويتشه تسايتونغ» و»لا ستامبا» و»لا فانغوارديا» و»ذي غارديان» و»غازينا فيبورشكا» قبل قمة أوروبية مصغرة جمعت، أمس، قادة فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا في فرساي، وأوضح فيها هولاند «دعونا لا نبالغ في شيء، لكن لنكن متيقظين».
 كان الرئيس حث الأربعاء على «تعبئة  كل وسائل الدولة الضرورية» للتصدي للتهديدات الإلكترونية التي تواجهها الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

تحذير من إمكانية فوز لوبان

حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، امس، من أن «التهديد» المتمثل بفوز مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية وارد إلا أنه تعهد بالقيام بكل ما هو باستطاعته لمنع حدوث ذلك.
 ترجح استطلاعات الرأي تصدر زعيمة الجبهة الوطنية لوبان في الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية، إلا أنها تستبعد فوزها في الجولة الثانية أمام  الوسطي ايمانويل ماكرون المشجع لقطاع الاعمال أو المحافظ فرنسوا فيون.
حذر محللون من صعوبة التنبؤ بنتائج الانتخابات وسط الاضطرابات التي تعاني منها حملة فيون.
 أكد هولاند بأن فرنسا «تعي بأن الانتخابات القادمة لن تحدد مصير بلدنا فحسب، بل مستقبل المشروع الأوروبي برمته». تعهدت لوبان بالتخلي عن اليورو كعملة لفرنسا في حال انتخبت وبطرح استفتاء بشأن عضوية بلادها في الاتحاد الاوروبي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024