خلّف تمسك المرشح عن الحزب الجمهوري (اليمين)، فرانسوا فيون، بخوضه غمار الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تصدعا كبير داخل معسكره، حيث أعلنت أبرز الوجوه الفاعلة في حملته الانتخابية استقالتها، فيما تسعى أطراف أخرى لدفع آلان جوبي ليكون البديل الأنسب.
فشل فرنسوا فيون، في إقناع عائلته السياسية، بصواب قرار عدم انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية المقررة شهر ماي المقبل، حيث ارتفعت أعداد المنفضين من حوله منذ خرجته الإعلامية التي أعقبت تلقيه استدعاء للمثول أمام القضاء يوم 15 مارس الجاري.
أحصت مصادر إعلامية فرنسية 39 اسما ممن تخلو عن فيون ونشرت قائمة تضم “حتى الآن” بينها الوزير السابق ومساعد مدير حملته برونو لو مير. ويجري إعداد نداء من رؤساء بلديات كبرى المدن الفرنسية للمطالبة بانسحابه.
حدثت أبرز الاستقالات، أمس، من طرف كبير المتحدثين باسم حملة المرشح فرانسوا فيون، أمس. وقال تيري سولير في حسابه على تويتر “قررت أن أنهي دوري متحدثا باسم فرانسوا فيون”، وكان سولير هو الذي نظم الانتخابات التمهيدية التي أصبح فيون بعدها مرشحا عن المحافظين.
قبل 50 يوما من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، يثير تمسك فيون بترشحه للانتخابات رغم استدعائه قضائيا جدلا داخل معسكره، فقال رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان، إن فرنسوا فيون بإصراره على المضي في ترشيحه “يجر معسكره نحو الهاوية”.
أمام النزيف الحاد الذي يعرفه معسكر فرنسوا فيون، بسبب فضائح الفساد التي تلاحقه، شرع بعض الفاعلين السياسيين داخل الحزب الجمهوري، في إقناع المرشح السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب آلان جوبي، ليكون البديل الأنسب (الخطة - ب)، وذكرت مصادر إعلامية أن جوبي أسر لمقربيه، أنه مستعد لخوض المعتكر الانتخابي، شريطة انسحاب فيون رسميا، لكنه لن يبدي أي رد فعل مدام الأخير متمسك باستمراره. كشفت استطلاعات الرأي، أمس، أن 52 بالمائة من الفرنسيين يؤيدون ترشح آلان جوبي مكان فيون.
الشرطة فتشت منزله
في المقابل فتشت الشرطة الفرنسية، أول أمس، منزل المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا فيون في إطار التحقيقات في قضية الوظائف الوهمية المزعومة التي استفادت منها زوجته واثنين من أبنائه.
قالت أوساط مقربة من رئيس الوزراء السابق، من دون مزيد من التعليقات، إن “تفتيش منزل فرانسوا وبينيلوب فيون في وسط باريس حصل في وقت سابق الخميس”، مضيفا أن العملية “انتهت في وقت وجيز”.
كانت مصادر قضائية قد أعلنت الأربعاء استدعاء فيون يوم 15 مارس الجاري للتحقيق معه في قضية توظيف زوجته وأفراد من عائلته.
في المقابل انتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تهجم المرشح فرنسوا فيون على القضاء، بعد تلقيه الاستدعاء من قبل قاضي التحقيق، وقال هولاند في بيان “كضامن لاستقلال السلطات القضائية أريد أن أجاهر برفض أي تشكيك في القضاة”.
أضاف “أن تكون مرشحا رئاسيا، فإن هذا لا يخول لك التشكيك في عمل الشرطة والقضاة أو أن تدلي باتهامات خطيرة للغاية ضد النظام القضائي ومؤسساتنا بوجه عام”.